خرجت مطالبات فى الآونة الأخيرة بتأنيث بعض المحلات التي تختص بالجانب النسائي كمحلات الملابس النسائية ومحلات الذهب وغيرها من المحلات للحد من البطالة وتوفير فرص عمل للباحثات عن عمل.. ولكن مع تلك المطالبات يقف المجتمع عائقًا دون تحقيق ذلك. ولأن سوق الذهب السعودي يعد أكبر سوق خليجي كان لا بد أن نطرح تلك القضية ونرى مدى تأثيرها فى المجتمع ولدى أصحاب المحلات، ولكن مع ارتفاع أسعار الذهب العالمية أدى هذه الارتفاع إلى تقلص المبيعات وتراجع ملحوظ في أسواق الذهب بشكل عام وبالتالى تقلص فرص العمل. “المدينة” توجهت الى بعض محلات الذهب في مكةالمكرمة لمعرفة مدى تأثير ارتفاع الاسعار على تلك المحلات ومدى تقبل وجود بائعات في اماكن بيع الذهب. محمد سالم المنهالي له 8 سنوات في مجال بيع الذهب يقول ان الدخل العائد من بيع الذهب لا بأس به وتحركات البيع في المواسم تختلف عن بقية أشهر السنة. وجميع العاملين بالمحل سعوديون، وحول مطالبات المجتمع بأن توكل عملية البيع في محلات الذهب إلى النساء أشار إلى أنها فكرة جيدة، ولكن لن تجد تقبلًا من المجتمع خاصة في رمضان والحج يكون الإقبال على شراء الذهب من قبل الرجال أكثر من النساء وهذا عمل صعب على المرأة. من جهته عبر ناصر سالم المهيري -الذي أمضى 5 سنوات في مجال بيع الذهب- عن رأيه في تحويل محلات الذهب لمحلات نسائيه قائلًا: من الأفضل أن نرى البائعة فتاة خاصة أن أكثر زبائن الذهب هن من النساء لذلك سيكون تعامل المرأة مع مثيلتها أفضل بحكم معرفة النساء بما يرضي أذواقهن. ويؤكد محمد عبدالله المصعبي صاحب العقدين في هذا المجال ان مكةالمكرمة تجد إقبالًا كبيرًا من محبي اقتناء الذهب خاصة في المواسم، ولكن الارتفاع الكبير في اسعار الذهب ساهم في التأثير على إجمالي المبيعات. وعن وجود سعودة في المحل قال: ان نسبة السعوديين هي 95% وفي موسم الحج نأتي بأحد الوافدين للترجمة ليسهل على الحجاج فهم لغة البائع ويسهل التواصل بينهم. وعن وجود بائعة أنثى في محلات الذهب يرى انها عملية ليست بالسهلة تحتاج لدراسة وتجربة لنتعرف على سلبياتها وايجابياتها قبل البدء بتطبيقها. وأضاف محمد عسيري 10 سنوات في بيع الذهب أن وجود امرأة بائعة فكرة جميلة، وخاصة أن أغلب مرتادي محلات الذهب نساء. وأشار إلى أن ارتفاع الاسعار ادى الى تقليص نسبة المبيعات إلى 50% وذلك سيؤثر سلبًا على أجور الموظفين. ويرى سالم المصعبي: ان المجتمع قد لا يتقبل وجود فتاة بائعة. وللتعرف على رأى الفتيات ومدى تقبلهن للعمل كبائعات في محلات الذهب. تقول منى خريجة جامعية وتبحث عن عمل: نعم اقبل العمل فى محل الذهب ولكن بشرط ان يتقبل المجتمع هذه الفكرة اما اذا رفض المجتمع هذا الامر فهذا مايجعلنا نتردد للانخراط في هذا المجال فقد نقابل بالرفض من بعض الفئات وهذا سيحبطنا ويجعلنا نحجم عن الالتحاق بمثل تلك الوظائف. وفي ذات السياق ترفض عبير وتقول: لا طبعًا لن أقبل بالعمل كبائعة فبعد تعب وعناء الدراسة والحصول على شهادة اكاديمية. ليس بيع الذهب هو طموحي. وترحب ام هديل -وهي من محبات اقتناء الذهب- بالفكرة ليسهل التعامل مع النساء الراغبات في الشراء، ولكنها انه مع ارتفاع اسعار الذهب سيقل الإقبال على الشراء، وذلك سيؤثر على توفر فرص عمل للفتيات. وعن مدى نجاح تطبيق تلك المطالبات قالت: إنها قد تصطدم بجدار المعارضة في بداية الأمر ولكن مع الوقت سنتقبلها ونفهم أبعادها فهي مريحة وتحافظ على خصوصية الانثى فهناك منا من لا تفضل التعامل مع بائع رجل ولكن نضطر لذلك لعدم وجود بائعات نساء.