دلّت الاحصائيات الأخيرة الصادرة من مجلس السجل الوطني للأورام في السعودية ان سرطان الثدي عند النساء يصل الى خمس الحالات تقريباً، ويتم سنوياً تسجيل ما يقارب ستمائة حالة جديدة، ويعتبر هذا الرقم رقماً عالياً جداً مقارنة مع الأرقام الأخرى. ومن المؤسف حقاً ان معظم هذه الحالات تصل الى عيادات الأورام متأخرة جداً وذلك بعد ان يستشري المرض ويتفاقم ويصبح الورم في وضع معقّد متقدّم والمريض في حالة سيئة، ومن الملاحظ ان الاصابات في الغرب ومعظم دول العالم تكون بعد سن الخمس والاربعين ولكن في المملكة أكثر الحالات تحدث قبل ذلك. وهو مجال بحث هام لمعرفة أسباب الإصابة المبكرة. وقد تحدّث الكثير من أطباء الأورام في السعودية عن استغرابهم واندهاشهم من ان معظم مريضات سرطان الثدي تقول الواحدة منهن إنها رأت الورم صغيراً قبل ثلاث سنوات أو أنها احست بشيء غريب كانتفاخ او نزيف دموي من الحلمة أو إفرازات أو جزء متصلب أو نزف عرقي أو تضخم جهة من الجهات أو ضمور.. إلخ وذلك قبل سنة أو سنتين من مراجعتها لعيادة الأورام. وهذا جهل فظيع وتهاون خطير على الصحة، وتكمن الخطورة في ان معظم الأورام تصل الى مرحلة متقدمة بحيث يصعب علاجها او قد يستحيل إلا أن يشاء الله. ولو أنها سارعت الى المستشفى فور ملاحظتها تلك لتغيّر الوضع ولأمكن العلاج بسهولة - بإذن الله -. ومن خبرات الأطباء ان سرطان الثدي يعد من أسهل السرطانات علاجاً بإذن الله ولكن إذا اكتشف مبكراً ووصلت المريضة في الوقت المناسب الى مكان العلاج المناسب. ولكن تأخر التشخيص أو تأخر وصول المريضة الى المكان المناسب للعلاج يجعل العلاج أكثر صعوبة وأقل تأثيراً. وتوجد طرق سهلة للكشف المبكر لأورام الثدي وتستطيع المرأة القيام بها بنفسها وتسمى: «طريقة الفحص الذاتي للأورام» وهي عبارة عن فحص روتيني تقوم به المرأة على الأقل مرة كل شهر وذلك بتمرير أصابع اليد على جهات الثدي وتلمّس أي جهة صلبة أو نتوء أو ورم صغير، وكذلك مراقبة الحجم والشكل وملاحظة التغييرات مثل النزف أو الإفرازات.. إلخ. ويجب على الآباء والأمهات توعية بناتهم بطرق الفحص المبكر للأورام ويجب على الزوج أن يتابع مع زوجته الفحص المبكّر ويحثها على ذلك وكذلك المعلمات وكل من يستطيع ايصال هذه المعلومات. ويجب التركيز على أهمية الكشف المبكر عن طريق الفحص الذاتي وملاحظة التغيرات ومن ثم الإسراع للعلاج وذلك تلافياً لتفاقم المرض واستشرائه. وأحياناً يحدث تباطؤ وتهاون في متابعة البرنامج العلاجي وذلك جهلاً أو بحثاً عن طرق أخرى للعلاج «طب شعبي أو أعشاب.. إلخ» وهذا يزيد المشكلة تعقيداً، ويساهم في تدهور حالة المريضة. وأنصح أخواتي المسلمات بالعناية بالنفس وذلك بتجنب مسببات الأورام مثل الأطعمة المحفوظة والمصنّعة والمضاف إليها ألوان صناعية او نكهات صناعية أو مواد حافظة، والتقليل من التعرض للإشعاع سواء التشخيصي أو العابر، وتجنب أكل الأطعمة المحترقة «أسطح المشويات» أو المدخنة، و... وكذلك التقليل من الدهون لأن كثرة تناول الدهون عامل من عوامل الإصابة بالسرطان وأنصح الجميع بالإكثار من الخضراوات «الثوم» والفواكه وخصوصاً الحمضيات والنعناع والشاي الأخضر، وأنصح الجميع بالورد اليومي وتحصين النفس من الأمرض بواسطة آية الكرسي والمعوذتين يومياً وما ورد من الأذكار والأوراد الثابتة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم حيث أخبرنا رسول الله ان الورد اليومي يحمي الإنسان من المس والسحر والعين والأسقام والأمراض التي تحدث بسبب العين والسحر ومس الجن.