المشرف على القسم الشعبي بجريدة الجزيرة سلمه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد: اطلعت على تعقيب في صفحتكم الغراء العدد 10999 بتاريخ السبت 4/9/1423ه سطر حروفه الأخ حمدان الدوسري من الدمام وقد كان حول قصيدة الشاعر فواز الديري التي كانت بعنوان «عسى الله يجيب الوسم» وأقدر لأخي حمدان حرصه على موروثنا الشعبي وخصوصاً حقل «الشعر» ورغبته في أن يظهر بأقصى درجات الحرفية والتمكن. ولكن ما ساقه كأمثلة تخبر عن قصور في القصيدة تنساق على جل القصائد الشعبية!! لا نقول في هذه المرحلة بل حتى في المراحل التي سبقتها!! فللشاعر الحق في أن يرسم الصورة التي يراها من وجهة نظره ومن خلال انعكاسها في داخله، ويجعلها لمتذوقها يستطعمها كيفما شاء. أعود لتعقيب الأخ حمدان عندما نعت شطر البيت الثالث الذي يقول «تهلع تعوله في التضاريس والجيان» بالمحتوى على خطأ في التركيب حيث ذكر أن «التضاريس» اسم يشمل «الجيان» وغيرها.. فلا داعي لذكر الجزء مع ذكر الكل.. أقول أن ذكر الجزء تابعاً أو قبل ذكر الكل لا يلغي جمال التركيب بل قد يزيده جمالاً وهذا موجود حتى في المنثور من الكلام!! أما مآخذه على البيت الخامس وسؤاله ما الجامع بين الحزوم وبين العود وعياله في الشطر القائل «غرام للحزوم الجرد.. والعود وعياله».. فأقول: الجامع واضح وهو «الغرام» حيث يغرم العود وعياله بحلول المطر والوسم وكذلك يغرم الحزم الأجرد لأنه يصبح أكثر اخضراراً وبهجة وهذه صورة فنية تحتاجها أي قصيدة. ما قلته سلفاً ينسحب على مآخذ الأخ حمدان الدوسري الأخرى التي ذكرها أو حتى التي لم يذكرها. فالشعر عمل انساني يكثر التأويل والاختلاف حوله فما أراه صواباً قد يراه غيري خطأ والعكس!! ومنعاً للإطالة اكتفيت بمثالين وأعرج على ان المدارات يقوم على اعدادها نخبة تتحرى الجميل وتملك ارثاً شعرياً يخول لها نبذ السيء والاحتفاء بالجميل!!