ويزداد في الوقت الراهن تأكيد- الطبيعة التعاونية لوظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المجتمع لأسباب كثيرة من أبرزها: 1- اتساع مفهوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وشموله لمختلف جوانب الحياة وأنشطتها المختلفة. وهذا أدى إلى شمولية أعمال الحسبة واتساع اختصاصاتها وأهدافها داخل المجتمع المسلم. 2- عظم حجم الهدف المطلوب من الحسبة تحقيقه فهي ولاية شرعية غايتها حفظ الدين وحماية الشرع والسير بالمجتمع وفق تعاليمه وأحكامه. وفي سعيها لتحقيق هذا الهدف تستخدم وسائل وأساليب كثيرة وقائية وعلاجية وعقابية الأمر الذي يزيد من حجم المسؤولية الملقاة على عاتق أهل الحسبة. 3- كبر حجم المجتمع وازدياد عدد سكانه وتأثره بالمجتمعات الأخرى نتيجة سهولة وسائل الاتصال وتطورها ووجود أشخاص من ديانات وثقافات متنوعة يعيشون فيه وقد جاءوا بأعرافهم وسلوكياتهم التي كثير منها تخالف تعاليم الإسلام ويخشى من انتقالها إلى أبناء المسلمين في عقر دارهم، الأمر الذي يجب معه بذل جهود مضاعفة في الاحتساب على هؤلاء بأسلوب حكيم ومناسب لدعوتهم إلى الإسلام، ولحماية المجتمع الإسلامي من تأثيرهم، وللمحافظة على المظهر الإسلامي بأن يظل هو السائد في الشارع والمجمعات السكنية والمرافق والميادين العامة وفي المدارس والجامعات الموجودة داخل الدولة المسلمة. 4- تزايد المنكرات في هذا الزمن واختلاف نوعياتها عمّا كان سائداً في الماضي، وبروز ظواهر غريبة وسلوكيات منكرة شرعاً وعقلاً وعرفاً تتسم بالتعقيد الشديد نتيجة تداخل العوامل المؤثرة فيها والأسباب التي أدت إلى وجودها وتنوعها، وهذا يتطلب تكاتف الجميع لمواجهتها وتعدد الجهات المشاركة في إيجاد الحلول والمساهمة في تنفيذها.هذه الحقائق الأربع تدعو إلى ضرورة تضافر الجهود الحكومية والشعبية للقيام بوظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وابتكار الوسائل المناسبة والطرق العملية لتحقيقه على المستويين: الدفع والرفع. ص.ب: 61647 الرياض: 11575