من الطبيعي أن تكون ردة فعل غالبية محبي الهلال صاخبة بعد النتائج الأخيرة غير المتوقعة، حيث خاض الفريق الهلالي في الأيام الماضية خمس مباريات فاز في واحدة وتعادل في اثنتين وخسر في اثنتين كان ثمن إحدى هاتين الخسارتين الخروج من كأس خادم الحرمين الشريفين. وهذا بحد ذاته لا يمكن أن يكون حدثاً طبيعياً ويمر مرور الكرام لاسيما أن الفريق الهلالي بطل النسخة الأخيرة من كأس خادم الحرمين الشريفين التي لم يمض على تحقيقها ثلاثة أسابيع فيما الأربع المباريات الأخيرة التي خاضها في الدوري كان ثمنها خمس نقاط من أصل اثنتي عشرة نقطة وولج مرماه في الأربع المباريات خمسة أهداف من أصل ستة أهداف في إحدى عشرة مباراة. وهي نسبة عالية قياساً بسبع مباريات خاضها الفريق الهلالي والتي لم يلج مرماه فيها سوى هدف وحيد وحتى نسبة التسجيل في مرمى المنافسين انخفضت قليلاً ففي السبع المباريات التي سبقت الأربع المباريات الأخيرة تم تسجيل اثني عشر هدفاً وفي الأربع المباريات الأخيرة تم تسجيل ستة أهداف كل هذه المعطيات تعطي مؤشرات على الانخفاض الواضح في النتائج المقرونة بهبوط الأداء الفني لأغلب عناصر الفريق في الخمس المباريات الأخيرة ورغم ذلك أصر رازفان لوشيسكو على وجودهم في التشكيلة الأساسية. إضافة للاستعانة ببعض اللاعبين في مراكز غير مراكزهم مثل فيتو في الطرف الأيسر وهو الذي يلعب في مركز 9.5 كان من الأجدى منح الفرصة للاعب المنتخب الأولمبي فواز الطريس أو لاعب المنتخب الأول هتان باهبري اللذين يجيدان اللعب في الأطراف. كما أن الاستعانة بالظهير الأيمن محمد البريك في الظهير الأيسر في مباراة الاتحاد التي انتهت بالتعادل كان ثمنه تدوير أربعة لاعبين في خانة الظهير الأيسر وثلاثة لاعبين في الظهير الأيمن في مباراة واحدة إضافة للاستعانة بلاعب خط الوسط المحترف الكولمبي كويلار في متوسط الدفاع بعد غياب ثلاثي الدفاع جانغ والبليهي ومتعب المفرج والأخير حتى لو لم يكن لديه إصابة. أعتقد لن يستعين به لاسيما وأن لوشيسكو لا يؤمن بمنح الفرصة للوجوه الشابة ويؤمن إيماناً كاملاًً بلاعبي الخبرة مهما شهدت مستوياتهم من انخفاض وحتى لو أبعدت بعضهم الإصابة يستعين بلاعب خبرة أخرى في غير مركزه لسد النقص وهذا العمل المرحلي قد يدفع الفريق الهلالي ثمنه في المستقبل وهو ما يجب أن تتنبه له الإدارة وتعمل لإعادة صياغة إستراتيجية الفريق على أن يكون أحد الأهداف الإحلال.. وهذا لا يعني الاستغناء عن نجوم الفريق، بل إن وجودهم ضروري للوجوه الشابة ومزجها مع بعض وبالتدرج وهذا سينقل الهلال للمرحلة المستقبلية للمحافظة على المكتسبات ومواصلة الإنجازات.