عندما يكون الحديث عن الدفاع المدني يتبادر إلى ذهن القارئ هؤلاء الرجال الشجعان الذين وهبوا أنفسهم لخدمة هذا الوطن الغالي ومن على أرضه الطاهرة مجابهين ألسنة اللهب غير آبهين بالضرر الذي قد يصيبهم استشعاراً للأمانة وانتماءً لهذه المهنة الإنسانية الجليلة. ومن المعلوم أن العمل الميداني لرجال الدفاع المدني يتضمن نسبة كبيرة من المخاطر من مقابلة ألسنة اللهب التي لا ترحم إلى الغوص في أعماق البحار، وكذلك البحث في الصحاري القاحلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وشعار الدفاع المدني حقيقة جميل وذو مغزى وهو «الوقاية هي الغاية» نعم الوقاية غاية كل إنسان على هذه الأرض المباركة وكلٌّ مسؤول عن حماية الأرواح والممتلكات فكل ذرة في هذا التراب الطاهر أمانة في أعناقنا وعلينا الحفاظ عليها فإذا كانت الوقاية هي غاية الجميع فإن الوسائل المساندة وتأمينها أيضاً من الأشياء الضرورية ومن هذا المنطلق وتضامناً مع هذه الحملة المباركة سأبادر فوراً لشراء طفاية حريق زنة 6 كيلو ولن أعدم لها مكاناً فهي صغيرة الحجم وسأستغني عن 4 مشاوير وهو ما يعادل قيمتها أغنانا الله وإياكم عنها. وإلى عهد قريب حقيقة لم أكن أعرف سعر الطفاية فكنت أعتقد أنها بالمئات ربما لأن شكلها مبهر وأداءها مذهل، وقد تكون التقنية أضافت مزيداً من البريق لهذه الصناعة وإذا بقيمتها لا تتعدى 50 ريالاً وحسب التقديرات فإن الطفاية زنة 6 كيلو بودرة كفيلة بعد مشيئة الله بإخماد حريق مساحته 6 متر مربع وكذلك فإن قيمتها ضئيلة فقد توازي قيمة تعبئتك للسيارة من البنزين مرة واحدة. وما يجعلنا نشعر بالفخر جميعاً ما وصل إليه هذا القطاع الحيوي من مستويات عالية في الأداء وما يتميز به كذلك منسوبوه من الدراية والاتقان اللذين اكتسبوهما من خلال الدورات المكثفة والممارسة العملية التي تصقل خبرات ومواهب رجل الدفاع المدني. وأود أن أشير في هذا السياق إلى ما يكتنف مهمة رجل الدفاع المدني من معوقات وخاصة من قبلنا نحن، فعامل الوقت مهم ومهم جداً وخصوصاً في هذه الحالات الحرجة ولا شك أن التجمهر عند حدوث الحرائق يعيق جهود هؤلاء الرجال ولأن تفكير رجل الدفاع المدني في هذه المواقف العصيبة منصب في التركيز في أداء مهمته في هذه الدقائق الحرجة والتي لا تحتمل التأخير فلنكن سنداً لهم لا عائقاً وذلك بإفساح المجال وعدم التجمهر، وكذلك إبعاد السيارات عن الموقع كي يتسنى لسيارات الدفاع المدني الوصول بأسرع وقت، ورجل الدفاع المدني متمرس ولديه خبرة في معالجة هذه المواقف ويدرك أن الدقيقة الواحدة قد تكون سبباً في إنقاذ نفس من الهلاك أو الحد من انتشار النار وعدم التهامها للممتلكات، وما يسعد رجال الدفاع المدني ويثلج صدورهم أن يكون الجميع على قدر كبير من الوعي والمسؤولية فأقول إن تنفيذ تعليمات وإرشادات الدفاع المدني هي الأساس في التعاون وما يسعدنا أيضاً أن ينجح هؤلاء الرجال في مهامهم الجسام وأن نكون عوناً لهم في تحقيقها وعندما يحدث حريق - لا قدر الله - فإن الإنسان يرتبك وهذا شيء بدهي لأن الأمر خطير ومفزع وسيكون أوفر حظاً إن وجد إحدى الوسائل المساندةإلا وهي الطفاية، وربما يقضي على مصدر الخطر في دقائق وهو ما يتطلب إطفاؤه ساعات في حالة امتداده - لا قدر الله - «وقد تولد النار من مستصغر الشرر». وأود في الختام أن أشير إلى نقطة في غاية الأهمية وخصوصاً في هذا الجو الحار جداً والشمس المحرقة حتى إن البيض ربما لا يحتاج معه إلى سلق أو قلي فالمسائل جاهزة وهي ألا تدع في السيارة أي مواد قابلة للاشتعال وخصوصاً «معطر الجو» فهذا المعطر إذا وقع تحت درجة حرارة معينة فإنه يتحول إلى قنبلة موقوتة.