النسب والإحصاءات التي نقرؤها بين الحين والآخر عن حوادث المرور لا ريب مزعجة، فإذا كانت الوقاية خيراً من العلاج فإن تأمين وسائل الوقاية أيضاً من الأشياء الضرورية، والملاحظ الغياب الاختياري للمثلث التحذيري وطفاية الحريق، فهذا المثلث لا تتعدى قيمته خمسة عشر ريالاً، ولا يتذكره الإنسان إلا عند الحاجة وهو واقف فوق الجسر والمركبة متعطلة وأنوار السيارات تكاد تخطف الأبصار. فلك أن تتخيل عندما تتعطل سيارتك فوق الجسر أو تحته وهذا الموقف العصيب الذي لا تُحسد عليه، فلو عرض عليك في هذه الحالة مثلث بخمسين ريالاً لا أخالك رافضاً، فضلاً عن حالة القلق والتوتر التي ستنتابك، وإرباك السير الذي سيحدثه تعطل المركبة. رجال المرور وكذلك العاملون في نجم موجودون على مدار الساعة، فهم حقيقة مصدر اطمئنان وما يتمتعون به من حسن الخُلق والتعامل الحضاري الراقي، وما أقصده هو الفترة التي تسبق حضور رجل المرور، فلو ذهبت لإحضار الكهربائي أو سيارة لسحبها فستفكر في السيارة ووضعها الخاطئ، واضعاً يدك على قلبك خوفاً من تعرضها لصدمة من الخلف، ولكن عندما يكون المثلث في حوزتك فإن هذا سيساهم في عدة نواحٍ إيجابية تتمثل في زوال القلق والتوتر بإذن الله، حيث إنك لفتَّ انتباه السائقين لوجود سيارة معطلة، كذلك تساهم في تنظيم حركة السير وتجنب الفوضى، بحيث تستعمل السيارات المسارات البديلة من مسافة كافية، وعندما تذهب لإحضار الكهربائي أو سيارة لسحبها ستكون بإذن الله مطمئناً لعدم حدوث صدم للسيارة من الخلف وبذلك تُجنب السيارات التي خلفك بإذن الله من حدوث صدام فيما بينها بسبب الوقوف المفاجئ لإحدى السيارات، وستساهم بوعيك في تسهيل مهمة رجل المرور. وفيما يتعلق بطفاية الحريق والتي تزن كيلوغراماً واحداً فإن قيمتها كذلك لا تتعدى ثلاثين ريالاً، وهي صغيرة الحجم وخفيفة، وبالإمكان وضعها تحت المقعد. وربما تتساءل وتقول: إن الطفاية زنة كيلو واحد لن تعمل شيئاً أو بالأحرى لن يكون لها تأثير، وهذا خطأ؛ لأنه في حالة حدوث حريق لا قدر الله فإن هذا الكيلو قد يقضي على مستصغر الشرر «وقد تولد النار من مستصغر الشرر»، والأمر الآخر أنك لست وحدك، فإذا التزم كل سائق بوجود طفاية حريق زنة واحد كيلو فإنه يوجد لدينا عند كل إشارة مرور خمسون كيلوغراماً على اعتبار أن المعدل عند كل إشارة خمسون سيارة، لأن التفكير جماعي في هذه النواحي، فنحن - ولله الحمد - مجتمع مترابط، وديننا الحنيف يحثنا على التعاون، وقد يجعلك الله سبباً في إنقاذ الآخرين أو المركبة من التلف، فتنال الأجر والمثوبة من لدنه سبحانه وتعالى. Your browser does not support the video tag.