في الآونة الأخيرة كثرت الحوادث أعاذنا الله منها، سواء كانت حريقاً أو سيولاً أو حوادث، وحتى حادثة انفجار الغاز التي وقعت في الرياض وراح ضحيتها عدد ليس بالقليل رحمهم الله، وهذه الحوادث تجعلنا نتساءل عن كيفية السلامة من هذه الحوادث وكيفية التعامل معها، وكيف يتم الوقاية منها (والوقاية خير من العلاج)، وما ان ترى حادثا في شارع أو حريقا في منزل إلا وتجد من يفزع إليه من الناس وفيهم من يريد ان يقدم خدمة ويساعد ولكن ليس لديه اي خلفية، ومنهم من لا يعرف شيئا البتة، ولكن الفضول يجعله يقف ويعيق رجال الهلال الأحمر أو رجال الإطفاء الدفاع المدني، ومن هذا أصبح لدي هاجس يدور في نفسي لماذا لا تقوم وزارة التربية والتعليم بوضع مادة علمية تثقيفية لأبنائنا تدرس من ضمن المواد الأخرى، وحبذا لو كان هناك مادة عن الإسعافات الأولية ومخاطر الحريق وكيف الحذر منها، لأن الحريق بعد أربع دقائق ونصف الثانية فقط، يمكن رؤية اللهب من خارج المنزل أو الموقع الذي تعرض للحريق، ويصبح إنقاذ الأشخاص الموجودين في الداخل أمراً في غاية الصعوبة، هذا ما يجعلنا نفكر بجدية بأن نوعي أبناءنا لأنهم أقرب من أي أحد، ولو بالمبادئ الأساسية حتى نقلل من حجم الكارثة لا قدر الله، وهنا اقترح بأن يوضع منهج للمراحل الأولى من الصف الرابع حتى الثالث متوسط، لأنّ بهذا العمر الطالب يستوعب وتترسخ لديه المعلومة من خلالها يدرس الطالب في حالة حدوث لا قدر الله حادث كيف يتعامل مع المصابين، وكيف يمكنه إنقاذهم ووضعهم في مكان آمن حتى تأتي فرق الهلال الأحمر، وفي حالة الحريق كيف يجب عليه أن يفعل بشأن من بالداخل أو من بالخارج، ويعطي توجيهات مبدئية حتى وصول فرق الدفاع المدني، ايضاً ماذا عليه أن يفعل في المنزل من احتياطات، وكيفية التعامل مع تسرب الغاز وما هي إجراءات السلامة مع الالتماسات الكهربائية وغيرها، مع أخذ الحيطة والحذر، نريدها تكون مادة شاملة لكل ما يحتاجه المرء في هذه المواقف، وهذه لا تزيده إلا وعيا وإدراكا، ونحن نرى في كثير من مواضع الحوادث من يرغب الشباب بالمشاركة حتى من يريد ان يتطوع، ولكن الجهل وعدم المعرفة قد تضر الشخص المصاب، رأينا احتراق مدارس ومنازل وحوادث سيارات وحوادث غرق وجرف سيول، ولكن قد تقل الخسائر البشرية والمادية بعد الله سبحانه وتعالى لو تداركه أي شخص من البداية، ولكن كيف يتداركه وهو لا يعرف أدنى وسائل السلامة وماذا عليه أنيفعل، بل قد يصل الجهل إلى عدم وضع أبسط حقوق السلامة وهي طفاية حريق في المنزل، نعم من يضع اليوم هم قلّه والحالة التي يصاب بها الإنسان وقت وقوع الحادث تجعله في حالة هستيريه وتزداد لعدم معرفته بإجراءت السلامة ، لذلك نتمنى من وزارة التربية والتعليم كونها الجهة التي يتوافد إليها مجموعه كبيرة من أبنائنا ليتعلموا العلم، أن تضع هذه المادة وتدرس بواقع علمي وعملي، ويكون هناك معمل ومجسم للتدريس والتطبيق عليه والتعريف بأنواع الإصابات الجسدية وطفاية حريق، وكيف أخذ الحيطة والحذر من تسربات الغاز، وما هي المواد التي لا تقبل الماء بإخمادها، وايضاً الكهرباء والسيول والوديان وفي غيرها من الحوادث، لعل من أبنائنا من يخرج وينقذ نفساً، ويكون هو أقرب لها من رجال الهلال الأحمر أو من الدفاع المدني.. وبهذا ينطبق عليه قول ربنا عزّ وجلّ {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً}، وأما من سعى بوضع منهج يدرس، فلعل قول الرسول صلى عليه وسلم يكون شافياً وكافياً له، جاء بالحديث (من سنّ في الإسلام سنّة حسنة، فعمل بها بعده، كتب له مثل أجر من عمل بها ولا ينقص من أجورهم شيء)، فما أجمل من سعى في سنّ هذه السنّة الحسنة التي مبناها علمي وعملي وإنساني، يحتاجه كل أحد لمعرفة أساسيات السلامة وربما هناك من ينقذ والدته وإخوته أو أي شخص والله الموفق. تويتر @saudalshmmri