الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى وبعد: فلقد أجاد الشاعر بقوله: إن الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة وذلك لأنك ترى في هذه العطل الصيفية وقت فراغ كبير عند معظم شبابنا، وقد تتوفر معه المادة فتزيد من ضياع الشاب وفساده، وقد تنعدم عنده فيعمل على تحصيلها بشتى الطرق الممنوعة مما يكون فيه إخلال بأمن البلد وأمانه. ومن هنا.. كان الالتفات إلى هذه الفئة من المجتمع أمراً ذا أهمية عظمى؛ أحس بها حماة الأمن في البلاد وانبرى جماعة من الأخيار نحسبهم كذلك والله حسيبهم للإعانة في ذلك وشغل أوقات الفراغ بما يعود بالخير والصلاح. ولك أن تدقق النظر في المراكز الصيفية، وبرامجها، والقائمين عليها؛ ينقلب إليك البصر سعيداً مسروراً بهؤلاء الحماة لا لأمن البلد فحسب؛ بل حماة للعقائد والعبادات والأخلاق من كل دخيل وباطل. كم زائر قد سر حين رأى جموع الشباب تتدفق على المخيمات الصيفية التي أقيمت قبل أيام بإشراف من قسم التوعية بإدارة التعليم بالرياض ودعم لا محدود من خادم الحرمين الشريفين وفقه الله لكل خير. وهذا السرور جاء من عدة أمور: 1- ثقتنا الكبيرة في القائمين عليها ورغبتهم في الخير والإصلاح. 2- جودة المواقع التي أقيمت عليها المخيمات حيث كانت قريبة من الفئات المستهدفة. 3- تنوع البرامج المطروحة لجميع الفئات الكبار والشباب والصغار. 4- وجود آثارها الحميدة على أرض الواقع، بدءاً من شغل الأوقات بالنافع المفيد ومروراً بانخفاض معدلات المشاكل في المجتمع وحتى سلوك كثير من الشباب جادة الخير والهداية. 5- أنه ثبت بالدليل القاطع، أن هذه المخيمات المباركة غنية عن غيرها من الأمور الفاسدة المفسدة والتي يخرج منها الشاب محملاً بأوزار عظيمة ناتجة عن معصيته لله عز وجل. وأخيراً أكاد أجزم أننا بحاجة ماسة إلى تكرار هذه البرامج والمراكز والمخيمات ودعمها وتفعيل أنشطتها، مع الدعاء الصادق للقائمين عليها والداعمين لها بالتوفيق وصلاح النية والذرية. فأولئك حقاً.. هم الدعاة والحماة.