العطلة الدراسية هذا العام طويلة ستصل إلى أربعة أشهر للكبار وأكثر من ذلك للصغار من الطلاب، وسيجد هؤلاء فراغًا طويلًا، وفي الحديث الشريف: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ)، فماذا أعد لفراغ الطلاب والطالبات ليستفيدوا من وقتهم، فالفراغ مفسدة كما قال الشاعر: إن الشباب والفراغ والجِدَة مفسدة للمرء أي مفسدة سيقضي أكثرهم ليله ساهرًا ونهاره نائمًا، وقد يسهر بعضهم في تجمعات في الشوارع لا تفيدهم أو الدوران بسياراتهم. هناك مراكز صيفية غير أنها محدودة بالنسبة للعدد الكبير من الطلاب، ولا أدري إن كان ستوجد مراكز للبنات، وفي كل الأحوال هي واحدة من خيارات ينبغي أن توجد، منها مثلًا خيار التوظيف في القطاعات الحكومية وغير الحكومية، ومنها وجود دورات في نشاطات متعددة كحفظ القرآن الكريم أو المهارات كالحاسب وسائر فروع التقنية، ومنها المسابقات الثقافية، ومنها وجود منتديات في المواقع الإلكترونية يشارك فيها الطلاب والطالبات بالأعمال الكتابية أو الحوار المفيد، أو التعريف ببعض أنحاء بلادنا جغرافيًا وتاريخيًا وآثاريًا وغير ذلك. ماذا لو طُلب من بعض الطلاب أن يشاركوا في جني الرطب من المزارع وهو يحتاج إلى يد عاملة كثيرة في مناطق من بلادنا، أو حتى بالبيع للمحاصيل الزراعية في الأسواق. الشباب لديهم طاقات كامنة تحتاج لامتصاصها فيما يفيدهم، فقد يؤدي بهم الفراغ لمسالك تضرهم، وإن لم توجد أعمال يقضون فيها فراغهم فلا أقل من وجود حدائق تشتمل على ملاعب وأماكن تسلية وتكون مهيأة بما يتناسب مع جو بلادنا الحار. شغل فراغ الطلاب والطالبات بما يفيدهم سيثمر فوائد لهم، وتركهم نهبًا للفراغ قد يعود عليهم بمضار، أقلها الملل من وقت طويل بلا عمل، ولا يعرف ضرر الفراغ إلا من وجد نفسه فيه حتى لو كان كبيرًا، القضاء على الفراغ يكون بعمل مناسب أو ترفيه، إما على مستوى الأسر فأفضل ما يملأ به الفراغ هو القراءة وتهيئة الكتاب في المنزل ليكون بين يدي الشباب. [email protected]