يمثل الفراغ مشكلة لم تستغل، فالطالب بالمدرسة يقضي ثلث يومه في قاعة الدرس، بينما يبقى الثلثان ، فإذا لم يكن لدى هذا الفتى أو تلك الفتاة ما يشغل به وقت فراغه في أمر نافع لدينه ودنياه ..فقد أضاع وقته وخسر رأس ماله ولم يستفد من ذلك الفراغ شيء يذكر، لاسيما إذا كان لديه من يقوم بشؤونه ويرعى مصالحه ، ما يحتم على الأسرة والمدرسة إيجاد الطرق اللازمة لتفريغ الطاقة وقضاء وقت الفراغ فيما ينفع ، فالوقت هو العمر وضياعه مفسدة للمرء، ومن أصدق ما قال شاعر الزهد والحكمة أبو العتاهية : إن الشباب والفراغ والجده .............مفسدة للمرء أي مفسدة. وكثيرا ما نسمع من هؤلاء كلمة ( طفشان) ما يعني وجود فراغ لديه لم يستغل من خلال نشاط أو عمل قائم به ..سوى مصاحبة رفقاء السوء الذين يوردونه المهالك حيث تنمو الجريمة ، وتكثر الحوادث المميتة، وتزدحم الطرقات باللاهين العابثين، ويقطع السبيل على العابرين. ولقد أرشدنا الشرع الحنيف إلى الطريق الصحيح لاستغلال الوقت فيما ينفع ، فقال تعالى ( فإذا فرغت فانصب ) بالعبادة والعمل الصالح في الدين والدنيا. ويبقى للمدرسة الدور الريادي بالتخطيط للطالب في الوقت المتبقي.. بالتعاون مع الأسرة بهدف إيجاد الأنشطة اللامنهجية المناسبة خارج نطاق العمل الرسمي، بما يناسب ميول واهتمامات وقدرات كل طالب على حده، من خلال إنشاء أندية الحي.. على غرار الأنشطة الصيفية التي تستقطب الطلاب في فترة الصيف فقط . وخلاصة القول: إن المسارعة بإنشاء أندية الحي كاملة المرافق والتجهيزات هو الحل الأمثل لقضاء وقت الفراغ الذي يشكو منه كافة فئات المجتمع وخصوصا الطلاب في المدارس. كما أن استمرار النشاط اللاصفي خارج وقت الدوام الرسمي وعلى مدار العام يحقق منافع كثيرة للفرد والمجتمع ، إذ به يستغل الطالب وقته بالمفيد النافع، ويعزز قدراته ومهاراته وينفع نفسه ومجتمعه. أما على مستوى المجتمع فتنهض الأمة من خلال اكتساب أفرادها الخبرة، فتبرز المواهب ،وتنعدم البطالة، وتقل الجريمة، ويسود الأمن، ويكثر الرخاء. 1 ..