تعهدت المزيد من الفصائل الفلسطينية بالانتقام لشهداء المذبحة التي نفذتها القوات الإسرائيلية فجر الثلاثاء الماضي في قطاع غزة، في وقت استمر فيه المسؤولون الإسرائيليون في تكرار الأكاذيب حول عدم علمهم بوجود مدنيين في المبنى الذي دمرته طائراتهم ما أدى إلى استشهاد 15 فلسطينيا بينهم بصفة خاصة القيادي في حماس صلاح شحادة وثمانية أطفال. وقالت الخارجية الأمريكية إنها تعكف على دراسة تداعيات الغارة، في الوقت الذي صوت فيه مجلس النواب الأمريكي على الموافقة بمنح إسرائيل 200 مليون دولار لمكافحة ما أسماه العمليات الإرهابية ضدها، وبدت هذه الأموال وكأنها مكافأة لحكومة شارون على مذبحة الثلاثاء. واستمرت في غضون ذلك الاعتداءات الإسرائيلية حيث توغلت القوات الإسرائيلية في أريحا لملاحقة ضابط فلسطيني، كما اشتبكت وحدة إسرائيلية مع فلسطينيين في رام الله وتعرضت رفح لقصف إسرائيلي. وأعلن مسؤولون أمنيون فلسطينيون إن فلسطينيتين أصيبتا بجروح برصاص الجيش الإسرائيلي ليل الثلاثاء/الاربعاء خلال عملية توغل قام بها الجيش الإسرائيلي في أريحا محاولا دون جدوى توقيف ضابط فلسطيني برتبة لواء. وأوضح المصدر نفسه ان عشرين سيارة جيب ومدرعة إسرائيلية دخلت إلى أريحا المدينة الفلسطينية الوحيدة التي لم تعد إسرائيل احتلالها منذ بدء عملية «الطريق الحازم» في 19 حزيران/يونيو. وأضاف ان العسكريين الإسرائيليين طوقوا واقتحموا منزل اللواء عبد القادر عويدات مسؤول مخازن السلاح والذخيرة في القوات الفلسطينية لكنه تمكن من الفرار. وقام الجنود الإسرائيليون باطلاق النار خلال العملية باتجاه زوجته وابنته اللتين أصيبتا ونقلتا إلى المستشفى. كما تسبب الجنود بأضرار كبيرة في المنزل وأوقفوا سائق عويدات وشرطيا فلسطينيا كان قريبا من المكان، وانسحب الجنود بعد ذلك من أريحا. حماس كانت مستعدة لهدنة وفيما يتصل بتداعيات المذبحة التي ارتكبتها إسرائيل في غزة أكد زعيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشيخ أحمد ياسين قبل ان ترتكب إسرائيل المذبحة فجر الثلاثاء الماضي لصحيفة «اي بي سي» التي صدرت في مدريد يوم الاربعاء «صحيح أن حماس كانت مستعدة لإعلان هدنة لقاء بعض الشروط التي لا تقتصر على الانسحاب الإسرائيلي» من الأراضي الفلسطينية التي أعادت إسرائيل احتلالها. وأضاف الشيخ ياسين الذي كان نهار الثلاثاء على رأس مشيعي شهداء المذبحة «لكن بعد ما حدث لم يعد هناك سوى الجهاد». ورأى أن الغارة على غزة «مجزرة وجريمة حرب ضد الإنسانية وكانت إسرائيل تملك كل المعلومات، كانت تعرف مكان وجود صلاح شحادة ولكنها تعرف أيضا ان القطاع مكتظ بالسكان، كانت تعرف ذلك لكنها لم تبال». وأكد ان موت شحادة يشكل «خسارة جسيمة» لكنه أوضح ان حماس «منظمة تنظيمها هرمي ولدينا عشرات الأشخاص في صفوفنا على استعداد ليحلوا محله». مكافأة أمريكية لإسرائيل وبعد ساعات من هذه المذبحة، وقبل ان تجف الدماء، صادق مجلس النواب الأمريكي على تقديم مساعدات إضافية لإسرائيل بمبلغ مائتي مليون دولار في إطار ما يسمى بالحملة لمكافحة الإرهاب ولمساعدتها على إحباط العمليات الاستشهادية. وجاء إقرار هذه المساعدات الليلة قبل الماضية، أي بعد ساعات قليلة من المذبحة. وذكر راديو إسرائيل أمس أنه تمت المصادقة على المساعدات الجديدة في إطار مشروع مساعدة إضافية بمبلغ إجمالي قدره 28 مليارا وتسعمائة مليون دولار لمساعدة جهات مختلفة على محاربة الإرهاب. كما قرر مجلس النواب الأمريكي تقديم مبلغ خمسين مليون دولار للسكان الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة كمساعدات إنسانية إلا أن هذا المشروع الذي تم إقراره يحظر صراحة تقديم أي مساعدات للسلطة الفلسطينية. وأيدت هذا المشروع أغلبية ساحقة من أعضاء مجلس النواب بعد التوصل إلى حل وسط مع مجلس الشيوخ الأمريكي بشأن مضمونه. أكاذيب إسرائيل هذا وقد استمر ت موجة الأكاذيب الإسرائيلية التي أعقبت المذبحة حيث ادعى الرئيس الإسرائيلي موشي كاتساف في تصريح نقلته الإذاعة العسكرية الإسرائيلية أمس الاربعاء ان هناك «خطأ» وقع في العملية التي نفذها الجيش الإسرائيلي في غزة فجر الثلاثاء. وفي تصريح للإذاعة العسكرية معبرا عن أسفه لمقتل «مدنيين أبرياء» أكد الرئيس الإسرائيلي «أن المسؤولين السياسيين يجب ان يتحملوا مسؤولية هذا الخطأ». إلا أنه شدد على انه «لا مجال لأن يشنق أحد بسبب ما جرى». وأجمع العالم بأسره على إدانة هذه الغارة بشدة بما فيها الولاياتالمتحدة الحليف الأساسي لإسرائيل. واستمر رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون في تكرار مزاعمه وأكاذيبه ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عنه قوله مساء الثلاثاء إن إسرائيل لو كانت تعلم أن هناك مدنيين مع قائد كتائب عز الدين القسام الذي قتل في الغارة، لكانت وجدت طريقة أخرى للوصول إليه. وزعم شارون أن المعلومات التي نقلتها أجهزة الأمن الإسرائيلية أشارت إلى ان لا مدنيين مع صلاح شحادة القائد العسكري لحماس. ومن جانبه، زعم وزير المالية الإسرائيلي سيلفان شالوم أمس الاربعاء ان رئيس الحكومة الإسرائيلية ارييل شارون لم يبلغ باحتمال إصابة «مدنيين أبرياء» في هذه الغارة. وأكد شالوم للإذاعة العسكرية «ليس معقولا ان يعطي رئيس الوزراء ووزير الدفاع الضوء الأخضر للعملية علما ان مدنيين أبرياء قد يصابون». وأضاف شالوم الذي يشارك في الحكومة الأمنية المصغرة «أن العملية التي كانت تستهدف شحادة، الذي كان يستحق الموت، كانت أرجئت مرارا تحسبا لإصابة الأبرياء». وأوضح شالوم انه لم يبلغ، لا هو ولا زميله وزير الخارجية شيمون بيريز بتنفيذ «عملية استهداف شخصية» لشحادة. وتداولت جميع وسائل الإعلام الإسرائيلية أمس الاربعاء الجدل القائم أثر الغارة بين المسؤولين العسكريين وأجهزة الاستخبارات والوزراء الذين كانوا جميعا يتنصلون من تحمل مسؤولية هذه العملية. وأكد العسكريون أنهم تبلغوا الضوء الأخضر من الحكومة لتصفية شحادة بينما رد الوزراء ان العسكريين وأجهزة الاستخبارات لم ينبهوهم للمخاطر التي تخص المدنيين. وقالت الإذاعة العسكرية إن كلا من أجهزة الاستخبارات العسكرية وسلاح الجو والشين بيت (جهاز الأمن الداخلي المكلف بمكافحة الإرهاب) فتحت تحقيقات لتحديد المسؤوليات في «الأخطاء» المرتكبة، وشددت الإذاعة على ان وجود زوجة وأبناء شحادة في المنزل المستهدف لم تكن متوقعة. واشنطن تدرس تداعيات الغارة وفي واشنطن ذكرت شبكة التليفزيون الأمريكية «سي.إن.إن» ان كبار المسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية سيعقدون اجتماعا مطولا في وقت لاحق لبحث أبعاد وآثار العدوان الإسرائيلي الجديد على المدنيين الفلسطينيين في غزة. كما توقعت الشبكة التلفزيونية أيضا ان يكون العدوان الإسرائيلي على غزة من بين القضايا المدرجة في جدول أعمال المحادثات التي يعقدها الرئيس الأمريكي جورج بوش مع العاهل الأردني الملك عبد الله خلال زيارته لواشنطن في الأول من شهر اغسطس القادم. وكان ناطق رسمي باسم الرئيس الأمريكي بوش قد أدان العدوان الإسرائيلي الجديد ووصفه بانه عمل جائر ولا يخدم قضية السلام كما أكد كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة في تصريحات مماثلة بان على اكتاف إسرائيل تقع مسؤولية قانونية وأخلاقية تتمثل في اتخاذ كافة الإجراءات لتجنب أية خسائر في أرواح المدنيين. الفصائل تتعهد بالانتقام إلى ذلك صرح الدكتور محمود الزهار المتحدث الرسمي باسم حركة المقاومة الإسلامية «حماس» بأن كافة الفصائل الفلسطينية تعهدت بالانتقام من إسرائيل... مؤكدة أنها ستواصل ضرب العمق الإسرائيلي في كل مكان ردا على المجزرة الوحشية التي ارتكبتها قوات الاحتلال في غزة. وحذر الزهار في حديث خاص أدلى به لإذاعة القاهرة أمس عبر الهاتف من غزة من أن كل إسرائيلي أصبح الآن هدفا لضربات المقاومة الفلسطينية في أي وقت وأي مكان. وشدد على أن حركة حماس لن تقبل بأي شروط لوقف عمليات المقاومة والانتقام للشهداء الفلسطينيين حتى تلقن إسرائيل الدرس الذي يجعلها تفكر ألف مرة قبل أن تقدم على مثل هذه الجرائم ثانية. وأضاف أن ماحدث بالفعل كان في خارج السياق الذي شهدته الأيام الأخيرة ولكنها تأتي في سياق تأسيس الدولة الصهيونية وحتى قبل تأسيسها منذ بداية القرن التاسع عشر وانتهاء بتأسيس الدولة اليهودية في عام 1948 والتي بدأت سياستها على استخدام أساليب العنف والقتل لطرد الشعب الفلسطيني وإحلال مهاجرين يهود من شتات الدنيا. وأكد الدكتور محمود الزهار ان الوقت مفتوح والمكان مفتوح والأهداف مفتوحة للرد والانتقام على المجزرة الإسرائيلية وأن الانتقام سيكون قاصما. وقال إنه عندما تم إيقاف العمليات الاستشهادية في داخل الأرض المحتلة في فبراير الماضي وإيقاف القذائف لمدة ثلاثة أسابيع كانت الحصيلة 18 شهيدا فلسطينيا في ساعة واحدة في مخيم جباليا و30 فلسطينيا جريحا وخمسمائة معتقل في الضفة وغزة. وأكد أنه لا مناص من العودة إلى الأسلوب السابق في المقاومة... مشيرا إلى أن الحركة سوف تعتمد على نفس الأسلوب الذي اعتمدته من قبل. حالة استنفار وقلق وعلى الصعيد الأمني أعلنت حالة الاستنفار في إسرائيل بصورة لم تشهدها من قبل وذلك عقب المجزرة التي ارتكبتها في غزة. وقامت القوات الإسرائيلية بتعزيز الحراسة على التجمعات السكانية وتكثيف الدوريات والحواجز على خطوط التماس ومفارق الطرق وواصلت الحصار العسكري وحظر التجول في المناطق الفلسطينية. إصابة عسكريين إسرائيليين وفيما يتصل بالتطورات الميدانية أصيب جنديان إسرائيليان صباح أمس الاربعاء اثر اطلاق النار على دورية عسكرية في منطقة رام الله، كما تم تفجير عبوة ناسفة قرب موقع عسكري في طولكرم. كما أصيب عسكريان إسرائيليان برصاص المقاومة في جنين مساء أول أمس. وقال الناطق العسكري الإسرائيلي إن ضابطا وجنديا إسرائيليين أصيبا عند مطاردتهما أحد الفلسطينيين كان اطلق النار على مستوطنة بالقرب من مدينة جنين وقد نقل المصابان إلى المستشفى لتلقى العلاج. وقامت قوات الاحتلال باعتقال خمسة مواطنين خلال توغلها ومداهمتها المنازل في بيت لحم وترقوميا بقضاء الخليل. وفي قطاع غزة اطلقت قذيفة هاون صباح أمس على مستعمرة «جوش قطيف» بالقطاع دون الإبلاغ عن وقوع إصابات. قصف رفح إلى ذلك أعلنت مصادر أمنية فلسطينية أمس ان قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة في مستوطنة رفيح يام غرب مدينة رفح قصفت بقذائف الدبابات مخيم تل السلطان للاجئين الفلسطينيين في رفح. وقال المصدر إن إحدى قذائف الدبابات الإسرائيلية سقطت على بيت أحد المواطنين فجر أمس أدى إلى احتراقه وإصابة اثنين من القاطنين فيه. وأكد شهود عيان فلسطينيون أن دبابة إسرائيلية أطلقت قذيفة باتجاه منزل المواطن من عائلة رصرص يقع في حي تل السلطان غربي رفح مما أدى إلى احتراق مساحة كبيرة من المنزل وإصابة الشقيقين ياسين «45عاما» ومحمد «43 عاما» بشظايا في أنحاء مختلفة من جسميهما. الضفة الغربية - أ.ف.ب: شبان فلسطينيون يحملون جثة اكتشفت فوق احد التلال القريبة من نابلس وقالت الحكومة الاسرائيلية ان جنودها فتحوا النار على 3 شبان مسلحين حاولوا اختراق الشريط الحدودي وقتلوا جميعا لحظة اكتشافهم.