قتل15 شخصا بينهم قائد (كتائب عز الدين القسام) الذراع المسلحة لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) وثمانية اطفال في الغارة الجوية التي شنها الطيران الاسرائيلي مساء الاثنين على قطاع غزة. وقد اطلقت طائرة حربية اسرائيلية من طراز اف-16 صاروخا دمر او الحق اضرارا بمرآب وخمسة منازل تضم عشرات العائلات في حي شعبي مكتظ في غزة. واسفرت الغارة ايضا عن اصابة 153 اخرين بجروح بينهم 15 في حالة ميئوس منها بحسب الاطباء. وكانت الغارة تستهدف صلاح شحادة (50 عاما) قائد كتائب عز الدين القسام، الذراع المسلحة لحركة حماس، واحد مؤسسيها والذي كان في عداد القتلى ال15 مع مرافقه الشخصي زاهر نصار كما اكدت حماس. كما قتلت زوجته وابنته البالغة من العمر عشر سنوات ايضا في الهجوم. واوضح مسؤولون في حماس انه لم يبق شيء من جثث الاربعة بعد ضرب شقتهم بصاروخ.من جهته أكد المسؤول في مستشفى الشفاء الطبيب معاوية ابو حسنين ان المستشفى تسلم جثث احد عشر شخصا اخرين بينهم ثمانية اطفال، احدهم رضيع لم يتجاوز الشهرين وخمسة اطفال تقل اعمارهم عن خمس سنوات. وعرضت قناة الجزيرة الفضائية لقطات لسكان الحي وهم يفتشون على ضوء المشاعل بين انقاض منازلهم وينتشلون جرحى مغطين بالدماء، بينهم عدد من الاطفال، واشلاء بشرية. وسيدفن الضحايا بعد جنازة جماعية دعت اليها حماس في غزة. وذكرت الاذاعة الاسرائيلية العامة ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ووزير دفاعه بنيامين بن اليعازر اعطيا شخصيا الضوء الاخضر لتصفية قائد حركة حماس في الغارة الجوية. وعبر شارون عن ارتياحه لتصفية قائد الذراع المسلحة لحماس معتبرا خلال جلسة لمجلس الوزراء ان تصفية صلاح شحادة تشكل انجح العمليات التي نفذها الجيش. واضاف شارون لقد ضربنا أعلى مسؤول قتالي لحركة حماس والذي عمل خصوصا على اعادة تنظيم صفوفها في شمال الضفة الغربية اضافة الى نشاطاته في قطاع غزة. واكد وزير الداخلية الاسرائيلي ايلي يشائي، العضو في الحكومة الامنية من جهته لاذاعة الجيش ان الحكومة الامنية لم تدع الى الاجتماع ولم تتم استشارتها قبل شن هذه الغارة. وزعم ان العملية التي كانت تستهدف شحادة كانت مبررة لان من واجب الجيش حماية المدنيين الاسرائيليين من اعتداءات يعدها هذا الارهابي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية جدعون مئير من جهته لاذاعة الجيش ان اسرائيل تأسف لمقتل ابرياء في هذه العملية، بينما نددت النائبة العمالية يئيل دايان بالغارة وقالت لا يحق لنا المجازفة هكذا بضرب اطفال ونساء وابرياء لنتخلص من ارهابي. واضافت لم يكن من الضروري شن هذه العملية بهذه الطريقة بل انتظار فرصة افضل لتصفية شحادة فقط. اما حركة حماس فقد توعدت بالانتقام والرد على الغارة التي وصفها زعيمها ومؤسسها الشيخ احمد ياسين في حديث لقناة الجزيرة القطرية بالمجزرة التي لا يمكن التعامل معها بالكلمات ولنترك الافعال هي التي تعبر. وتوعدت كتائب عز الدين القسام في بيان ان تجعل للصهاينة في كل بيت عويلا وفي كل شارع مأتما عهدا علينا شيخنا القائد ان نقدم لك الرد عهدا ابا مصطفى ان لا تقر لنا عين ولا يغمض لنا جفن حتى يرى الصهاينة اشلاءهم في كل مطعم وموقف وحافلة وعلى كل الارصفة. كذلك هددت كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة فتح وكتائب المقاومة الوطنية الفلسطينية، الجناح العسكري للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، بالرد على المجزرة البشعة. وفي اماكن عدة من قطاع غزة تظاهر فلسطينيون غاضبون اثر الغارة ووقعت صدامات مسلحة مع الجنود الاسرائيليين شملت ايضا رفح وخان يونس مما اسفر عن سقوط عشرة جرحى فلسطينيين. وقد اطلقت قذائف هاون ليل الاثنين الثلاثاء من قطاع غزة واستهدفت مستوطنات يهودية جنوب القطاع بحسب متحدث باسم الجيش الاسرائيلي. لكنها لم تسفر عن اصابات بل الحقت اضرارا بمنزل في احدى المستوطنات المستهدفة بحسب المصدر نفسه. واعتبرت القيادة الفلسطينية ان هذه الغارة تشكل ضربة قوية للجهود الدولية الرسمية لفرض الانسحاب على قوات الاحتلال من الاراضي الفلسطينية والعودة الى طاولة المفاوضات. ووصف وزير الاعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه الغارة الاسرائيلية بأنها جريمة حرب. وقال في رام اللهبالضفة الغربية هذه جريمة حرب تهدف الى نسف الجهود المبذولة لاعادة الاستقرار الى المنطقة، متهما الولاياتالمتحدة بالتواطؤ. من ناحيته اعلن نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ان السلطة الفلسطينية ستقدم شكوى الى المحكمة الجنائية الدولية تطالبها بمحاكمة عاجلة للمسؤولين الاسرائيليين عن الجريمة الانسانية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي بحق المدنيين والاطفال الابرياء في غزة. الى ذلك عبر الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان عن اسفه للغارة الاسرائيلية مؤكدا ان اسرائيل تتحمل المسؤولية الشرعية والاخلاقية لاتخاذ جميع التدابير الممكنة للحؤول دون سقوط ارواح بريئة. ولقد فشلت فشلا ذريعا في القيام بهذا الواجب عبر استخدامها صاروخا ضد مبنى سكني. ودعا عنان الحكومة الاسرائيلية الى وقف هذه الاعمال والى التصرف بطريقة متلائمة تماما مع القانون الانساني الدولي.وتأتي هذه الأحداث المأساوية في وقت لاحت فيه بوادر انفراج بين السلطة الفلسطينية واسرائيل امس الاول بعد ان اعلن وزير الخارجية الاسرائيلي شيمون بيريز استعداد اسرائيل للانسحاب من قطاعات مشمولة بالحكم الذاتي اعادت احتلالها في الضفة الغربية شرط ان تتحمل السلطة الفلسطينية مسؤوليتها على الصعيد الامني.