استعير هذا العنوان من الاخصائي النفسي فهد خالد العايد من مقالة نشرها في الصفحة الطبية في الجزيرة، فالحر قادم بكل قسوة وضراوة، ومصمم بكل شراسة على طحن النفوس.. والأشجار الضاحكة الشامخة سيقتل ابتسامتها، ويذل شموخها، والخضرة والنضارة وما هو كل رطب وندي سيفتته ويوليه جفافاً ويبوسة. والهواء الساخن اللاهب سيلفح الوجوه وخاصة وقت الظهيرة والقيلولة بقبضات صائبة ونافذة. وحديد السيارة سيتوقد بل أقماشها ومراتبها من الداخل ستثور بعاصفة حارة وسموم محرقة لكل من حاول الاقتراب منها. والمياه في الصنابير ستفوح عن قريب والاستحمام سيصبح تعذيباً لا تلطيفاً!! وخاصة الجلود الناعمة الرقيقة للأطفال الصغار!! وبلاط فناء المنزل سيولع عما قريب جمراً لاهباً. وسيصبح السير عليه من غير حذاء ضرباً من ضروب المغامرة المخيبة للآمال بكل تأكيد. أما من اختراع لعبقري يولد ويخلده التاريخ؟؟ أما من عقار يخترع ويبتلع ويشعر من يبتلعه أن ما حوله نسيم؟؟ أم أن النتائج معروفة مسبقاً؟؟ وأن المحاولات من المؤكد ستبوء بالفشل؟؟ يقول الاخصائي النفسي العايد: «درجة الحرارة تتخطى الخمسين بل تزيد على ذلك بكثير والإجازة على الأبواب والحر يحاصر سكان الرياض المساكين من كل الجهات!! لا مفر من هذا الحصار سوى القفز والخروج ولكن من يستطيع الخروج فحرارة الشمس تذيب الحديد وحرارة الأسعار تصهر الجيوب وإذا ما أردت الهروب من الوطن وإلى الوطن!! وفكرت بالهرب من الوطن إلى جنوب الوطن فستصاب بالرعب والهلع، فكل شيء هناك نار وحار ولهيبه أشد حرارة من الرياض على الرغم من برودة الطقس، فأبها البهية المعيشة فيها والسكن أغلى من باريس ولندن واسطنبول فقيمة الشقة في أبها أغلى من إيجار شقة في شارع الشانزلزيه. هل يعقل هذا للأسف هذا هو الواقع!!. أما سكان الرياض فمن المتوقع أن يقابلوا هذا الحر كالآتي: القسم الأول: من كانت ظروفه المادية تسمح ولا يوجد عنده مشاكل ولا عوائق مرضية، صحية نفسية، فسيسافر بكل يسر، أما من يملك المال ولا يملك الصحة ولا النفسية المفتوحة للسفر فهذا ماله يزيده بؤسا وحسرة لأنه لا يستطيع أن يتمتع به. القسم الثاني: وهم الأغلبية سيواجهونه بالنوم طول النهار والسهر في الليل وحتى في الليل فهذا الحر لن يعتقهم فسيفاجئهم بين الحين والحين بلفحة خاطفة حارقة متحدياً كل المحاولات، ومن هذه الفئة ناس لا يستطيعون حتى الاستمتاع، والاستفادة من الأشياء البسيطة المتاحة لأن سياسة رب الأسرة أو البيت بشكل عام لا ترى هذا لازما وتعيش حياتها بروتينية عجيبة وقاتلة حتى الترفيه في حديقة السويدي، أو حديقة الحزام أو حديقة الحيوان يعد أمراً لا ضرورة له حتى ولو عرض أحد المتطوعين من الأقارب على الأبناء أخذهم لهذه الأماكن لرفضوا بحكم التعود والنمطية المدهشة التي عاشوا عليها!!. وقسم من هذه الفئة سيقابله بالمكيفات والذهاب للمنتزهات في محاولة منهم للتغلب على هذا الحر وما يجلبه للنفس من ضيق وكتمة واكتئاب وخاصة على النفوس المرهفة التي تعشق الغيمات ورشات المطر والهواء العليل والجو الغائم الوادع ورائحة العبير العابقة برائحة الورد والنسيم والنعناع وكل ماهو أخضر وندي.