يقود الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس الذي وضعته السلطة الفلسطينية تحت الاقامة الجبرية في منزله امس الاثنين حركة المقاومة الاسلامية التي اكتسبت مزيدا من القوة على مدى الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الاسرائيلي التي بدأت قبل 20 شهرا. وقاوم الزعيم المريض المقعد بشدة دعوات من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لتنفيذ هدنة وتوعد بقتال اسرائيل حتى النهاية، وكان ياسين وجماعته التي لا تعترف بحق اسرائيل في الوجود شوكة في جنب عرفات طوال الوقت. واعلن الجناح العسكري لحماس مسؤوليته عن سلسلة من التفجيرات الانتحارية التي القت بظلالها على الجهود الدولية لانهاء الصراع، وتولد هذه الهجمات ضغوطا مستمرة من جانب الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي على عرفات لقمع الجماعات المتشددة. ودافع الشيخ ياسين في حديث لرويترز في مدينة غزة الشهر الماضي بقوة عن الهجمات الاستشهادية ضد اسرائيل ورفض خطط عرفات لاجراء انتخابات فلسطينية في اطار جهوده لإصلاح السلطة الفلسطينية. وقال «الشعب الفلسطيني مضطر للدفاع عن نفسه... الشعب الفلسطيني ليس لديه طائرات اباتشي او اف/16 المقاتلة او دبابات او صواريخ، الشيء الوحيد الذي يملكونه هو انفسهم.. ان يموتوا شهداء». واكد زعيم حماس في حديثه لرويترز مجددا معارضته لقيادة عرفاتللفلسطينيين وقال ان لجماعته اولويات ومسارات مختلفة وانهم لا يتفقون مع ما يفعله، وفي سبتمبر ايلول اتهم ياسين الولاياتالمتحدة بشن «معركة ضد الاسلام» في اطار ما تسميه «حرب ضد الارهاب» في اعقاب هجمات انتحارية على نيويورك وواشنطن. وقال في ذلك الوقت «يجب ان ينظروا لتجربة الصليبيين، لقد هزموا في نهاية الامر». وكانت احدث مرة وضع فيها الشيخ ياسين تحت الاقامة الجبرية في ديسمبر كانون الاول عام 2001 وقتل احد انصار حماس في الاشتباكات التي اعقبت ذلك مع قوات الشرطة الفلسطينية في غزة، ورفع قرار الاعتقال بعد ان وافق الشيخ ياسين على عدم الظهور في وسائل الاعلام وعلى ابعاد حرسه المسلح عن منزله. وحكمت اسرائيل على الشيخ ياسين (65 عاما) بالسجن مدى الحياة في عام 1989 لتأسيسه حركة حماس وتحريضه الفلسطينيين على مهاجمة الاسرائيليين، واطلق سراحه عام 1997 لكن عرفات وضعه تحت الاقامة الجبرية في عام 1998 فور ابرام السلطة الفلسطينية اتفاق سلام مرحلي مع اسرائيل. ولد الشيخ ياسين في قرية بالقرب من بلدة عسقلان في فلسطين 48 وكان قد تجاوز العاشرة من عمره عندما تم اغتصاب فلسطين وانشاء دولة اسرائيل عام 1948. وفر من بلدته واصبح لاجئا في قطاع غزة، وأسس حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في غزة في ديسمبر كانون الاول عام 1987 فور اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الاولى، وفي نوفمبر تشرين الثاني الماضي وضعت الولاياتالمتحدة حماس على قائمة الجماعات «الارهابية» التي تضع عليها رقابة مالية صارمة. ولقيت دعوة حماس اقبالا كبيرا بينما خاب املهم في ان تسفر جهود السلام عن دولة فلسطينية وعودة اللاجئين الفلسطينيين وزاد من تشددهم الاجراءات الصارمة التي تتخذها اسرائيل لقمع الانتفاضة.