يعتبر الشيخ احمد ياسين الذي نجا امس السبت من محاولة اغتيال اسرائيلية اثر تعرض الشقة التي كان فيها في وسط مدينة غزة لغارة جوية اسرائيلية، الرمز الاساسي للاسلاميين الفلسطينيين وهو مؤسس حركة المقاومة الاسلامية حماس التي لعبت دورا كبيرا في مقاومة الاحتلال وتبنت عشرات الهجمات على سلطات الاحتلال. وقد اصيب الشيخ ياسين (67 عاما) المريض والمقعد منذ اعوام عدة، اصابة طفيفة في كتفه اليمنى في الغارة التي وقعت اثناء زيارة كان يقوم بها مع القيادي في حركة حماس اسماعيل هنية لمنزل استاذ في الجامعة الاسلامية في غزة. وترتفع صور الشيخ ياسين في كل انحاء قطاع غزة، وهو يكرر باستمرار ان حماس لن توقف عملياتها ضد اسرائيل الا اذا توقف الجيش الاسرائيلي عن قتل النساء والاطفال والمدنيين الابرياء. وادى آخر هجوم تبنته حماس الى مقتل 22 اسرائيليا في 19 آب/اغسطس في حافلة مليئة بالركاب في القدس. وذكر مسؤولون اسرائيليون في 13 حزيران/يونيو ان جميع قادة حماس ومن بينهم الشيخ احمد ياسين اصبحوا اهدافا محتملة للجيش الاسرائيلي. وقالوا غداة عملية انتحارية في القدس الغربية اوقعت 17 قتيلا اسرائيليا، ان الحرب ضد حماس ستكون من الآن فصاعدا بلا هوادة، ولا يوجد اي قيود على ضرب قادتها ومن بينهم الشيخ احمد ياسين. ويعاني ياسين من شلل في الساقين منذ ان كان في الثانية عشرة عندما اصيب في عموده الفقري اثناء لعب كرة القدم في مخيم الشاطئ للاجئين في قطاع غزة.وتتعارض نظرته الثاقبة والمتقدة وصوته المشوب ببحة مع جسده النحيل الذي يتحرك على كرسي متحرك. طرد ياسين، وهو أب لاحد عشر ولدا، من قريته الفلسطينية التي تقع حاليا تحت الاحتلال ابان الحرب العربية الاسرائيلية الاولى عام 1948.فقد ولد عام 1936 في قرية المجدل قرب عسقلان. وهدمت القوات الاسرائيلية قريته عام 1948، كما فعلت بالنسبة الى العديد من القرى الاخرى. فانتقل الى قطاع غزة حيث انهى دراسته الثانوية. وبالرغم من اصابته بالشلل، توجه ياسين الى القاهرة حيث امضى عاما في جامعة عين شمس. لكنه اضطر الى التوقف عن الدراسة بسبب نقص المال. الا ان هذه السنة التي امضاها في القاهرة غيرت مجرى حياته تماما منذ لقائه مع الاخوان المسلمين. وفي السبعينات، اسس ياسين المجمع الاسلامي وبدأ بتجنيد شبان متحمسين في صفوفه. وفي تلك الفترة، لم تعترض اسرائيل لا بل شجعت بشكل خفي الاسلاميين الذين وسعوا نفوذهم في قطاع غزة، بهدف مواجهة حركة فتح بزعامة ياسر عرفات. وفي مطلع الثمانينات، وفي خضم الثورة الايرانية، اسس ياسين منظمة اسلامية اكثر اصرارا على المقاومة باسم (مجد المجاهدين). لكنه اعتقل العام 1984 وادين بتهمة حيازة اسلحة ومتفجرات وتشكيل تنظيم عسكري والتحريض على ازالة اسرائيل من الوجود. واصدرت محكمة عسكرية اسرائيلية عليه حكما بالسجن 13 عاما. الا انه لم يبق في السجن سوى عام واحد حيث شملته عملية لتبادل الاسرى.وعمد الشيخ ياسين بعد ذلك الى تشكيل منظمة جديدة هي حماس التي اعلنت انطلاقتها في 14 كانون لاول/ ديسمبر 1987 بعد ايام على اندلاع الانتفاضة الاولى ضد الاحتلال الاسرائيلي. اعتقلت اسرائيل الشيخ ياسين في ايار/مايو العام 1989 وحكمت عليه بالسجن المؤبد في تشرين الاول/اكتوبر 1991. وقد حافظ على رباطة جأشه لدى النطق بالحكم وتوجه الى القضاة قائلا لقد ذاق الشعب اليهودي مرارة المعاناة وعاش مشتتا في العالم وهذا الشعب يسعى اليوم الى ارغام الفلسطينيين على التذوق من الكأس نفسه. ان التاريخ لن يغفر لكم وسيحاكمنا الله على افعالنا جميعا. اطلق سراح الشيخ ياسين في تشرين الاول/اكتوبر 1997 وابعد الى الاردن بعد ثمانية اعوام ونصف من الاعتقال وذلك اثر تدخل شخصي من العاهل الاردني الراحل الملك حسين. فقد اثارت عملية فاشلة قام بها الموساد لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في عمان غضب الحسين الذي طالب بالافراج عن الشيخ ياسين مقابل اطلاق العميلين الاسرائيليين اللذين اوقفا في الاردن. وبعد فترة نقاهة امضاها في احد مستشفيات عمان، عاد ياسين الى غزة. ويسود التوتر منذ ذلك الحين علاقاته مع السلطة الفلسطينية. فقد عمد رئيس السلطة ياسر عرفات الى وضعه مرتين في الاقامة الجبرية، الاولى في كانون الاول/ديسمبر 2001 والثانية في حزيران/يونيو 2002.