أكدت مصادر في السلطة وفصائل وقوى سياسية فلسطينية ل"الحياة" في غزة امس ان جهود الوساطة التي بذلتها قوى وشخصيات وطنية واسلامية على مدار ايام الازمة الثلاثة الماضية، اثمرت اتفاقا يتم بموجبه وضع الرنتيسي قيد الاقامة الجبرية في منزله في غزة حتى إشعار آخر. وقال احد اعضاء لجنة الوساطة ان القضية سويت بعد اجتماع بين الرنتيسي والشيخ احمد ياسين بحضور اعضاء من حركة "فتح" ومسؤولها في قطاع غزة زكريا الاغا. وقالت مصادر قضائية ل"الحياة" ان الاتفاق بديل عن اعتقال الرنتيسي ويحفظ ماء وجهي الطرفين وكرامتهما. وعلمت "الحياة" ان السلطة فصلت خدمة الهاتف المنزلي الارضي والخليوي عن الرنتيسي الى جانب التشديد على ممثلي وسائل الاعلام المحلية والعربية والعالمية عدم اجراء مقابلات معه وبثها في محاولة لمحاصرته داخل منزله ومنعه من "التنظير" لمواقفه ومواقف حركة "حماس". كذلك ازيل جميع المظاهر المسلحة من حركة "حماس" حول منزل الرنتيسي، اضافة الى خيمة الاعتصام، كما تم الاتفاق على ابتعاد الشرطة عن محيط المنزل. وجاء الاتفاق بعد ساعات على اعلان حركة "حماس" وقف هجماتها وعملياتها داخل اسرائيل، وبعد مقتل سبعة شبان في الصدامات المسلحة التي شهدها مخيم جباليا للاجئين يومي الخميس والجمعة بين انصار الحركة وقوات الامن الفلسطينية على خلفية محاولات اعتقال الرنتيسي. وقال سعيد صيام احد قيادي الحركة ل"الحياة" ان جهود الخيّرين والغيورين "تكللت بالنجاح بما يرضي جميع الاطراف ويحافظ على وحدة الشعب وينهي حال الاحتقان الداخلي". ووصف مراقبون قرار السلطة الاكتفاء بفرض الاقامة الجبرية على الرنتيسي كمقايضة لقرار حركة "حماس" وقف العمليات داخل اسرائيل. من جهة اخرى، كشفت مصادر في السلطة وفصائل فلسطينية ان حركة "الجهاد الاسلامي" قررت وقف الهجمات داخل اسرائيل اسوة بحركة "حماس". الا ان المصادر ذاتها اكدت ان الحركة لا تنوي اعلان هذا الموقف. ورفض الناطق باسم الحركة في قطاع غزة الشيخ نافذ عزام التعليق على الامر. واكتفى بالقول: "هناك حوار مع السلطة بدأ منذ فترة ونحن نتصور ان الامور تسير في اتجاه ايجابي يخدم المصلحة الفلسطينية العامة". ورأى مراقبون في هذه العبارة الاخيرة توافقاً مع ما دأب الرئيس ياسر عرفات والمسؤولون الفلسطينيون على قوله خلال الاسابيع الاخيرة من ان الهجمات ضد اسرائيل تضرّ بالمصالح العليا للشعب الفلسطيني، الأمر الذي يعني ان الحركة قررت وقف العمليات من هذا النوع. واعرب عزام عن اسفه لسقوط سبعة قتلى في الصدامات مع قوى الامن يومي الخميس والجمعة، مشيراً الى ان الحركة بذلت وستبذل جهوداً كبيرة لاحتواء آثار المواجهات. ووصف الضغوط الدولية والعربية التي توجه الى الفلسطينيين والرئيس عرفات بأنها "غير عادلة وغير متوازنة"، مضيفاً: "نؤكد للرئيس عرفات وللعالم اننا معه ضد العدوان ومن اجل الدفاع عن حقوقنا". واعتبر ان الانتفاضة والشعب الفلسطيني "في موقف صعب"، الامر الذي يتطلب "تكاتفاً للحفاظ على ما انجزناه خلال الفترة الماضية"، مشدداً على ان الحركة لن تكون سبباً في توتير الوضع الداخلي وزيادة الضغط والابتزاز الذي تمارسه اسرائيل وقوى دولية اخرى ضد الفلسطينيين". وزاد: "سنظل جزءاً من الاجماع الوطني ومع أي جهد يبذل للحفاظ على وحدة الشعب الفلسطيني". وجاءت اقوال عزام ل"الحياة" في اعقاب تشييع جثث ستة قتلى سقطوا اول من امس في صدامات عنيفة ومسلحة مع قوى الامن. والقتلى هم عبدالعزيز السواركة 19 عاماً وزكريا النواجحة 15 عاماً وخليل الصيفي 17 عاماً وحبيب رضوان 13 عاماً واثنان آخران تم التعرف عليهما امس هما محمد احمد 16 عاماً وعبدالكريم الاشقر 17 عاماً اضافة الى القتيل الذي سقط الخميس وهو محمد المقيد. ورافق عملية تشييع احدهم اعمال عنف وشغب ومواجهات محدودة لم تسفر عن اصابة احد وانتهت بعد وقت قليل.