في مواجهة فلسطينية فلسطينية متوقعة قتل فلسطيني وأصيب ثلاثة آخرون بجراح اثر تبادل لإطلاق النار بين أنصار من حركة حماس والشرطة أثناء احتشاد الآلاف من أنصار الحركة قرب منزل زعيمها الشيخ أحمد ياسين وذلك عقب الإعلان عن فرض الإقامة الجبرية عليه في وقت تزايدت فيه الضغوط الأمريكية وبشدة على الرئيس الفلسطيني لاتخاذ إجراءات ضد حماس والجهاد. وقال سكان إن أحد أنصار حركة المقاومة الإسلامية «حماس»توفي أمس الخميس متأثرا بجروح أصيب بها خلال اشتباكات مع الشرطة الفلسطينية بعد تحديد إقامة مؤسس الحركة وزعيمها الشيخ أحمد ياسين. وقال موسى الزعبوط وهو أحد أقارب القتيل واسمه محمد سلمي «21 عاما» إنه أصيب برصاصة في الظهر خلال المصادمات التي وقعت أمام منزل الزعيم الروحي لحماس الليلة الماضية. فقد أفاد ناشطون في حركة حماس فجر أمس الخميس ان ثلاثة شبان فلسطينيين جرحوا برصاص الشرطة الفلسطينية خلال مواجهات وقعت في غزة بالقرب من منزل زعيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشيخ أحمد ياسين الذي قررت السلطة الوطنية الفلسطينية وضعه قيد الإقامة الجبرية. فقد ترددت أصوات أعيرة نارية عندما اشتبك ألوف من الفلسطينيين في مدينة غزة مع الشرطة في الساعات الأولى من صباح أمس الخميس بعد ان خرجوا إلى الشوارع للتعبير عن غضبهم من قرار السلطة الفلسطينية وضع مؤسس حركة حماس الإسلامية الشيخ أحمد ياسين رهن الإقامة الجبرية في منزله. وقالت الشرطة الفلسطينية في وقت لاحق إنها تسيطر على الموقف وانه تم تفريق الحشد وان الشيخ ياسين ما زال رهن الإقامة الجبرية. وطوق حراس من قوات الأمن الفلسطينية منزل الشيخ ياسين في ساعة متأخرة من مساء الاربعاء لكنهم تراجعوا في إحدى المراحل لبضع عشرات من الأمتار أمام أنصار حماس الذين تدفقوا على المنطقة وبعضهم ملثمون ومسلحون. وقال مسؤولون أمنيون ان بعض المتظاهرين الذين بلغ عددهم نحو ثلاثة آلاف شخص رشقوا الشرطة بالحجارة وأشعلوا النار في سيارة للشرطة. وقال شهود إن الاحتجاج جاء في أعقاب نداءات أذيعت عبر مكبرات الصوت في المساجد لرفع ما وصف بأنه «حصار» لمنزل الشيخ ياسين «65 عاما». والشيخ ياسين الذي يلزم مقعدا متحركا هو أبرز زعيم تفرض عليه السلطة الفلسطينية عقوبات منذ ان بدأت حملة اعتقال لأنصاره بعد ان أعلنت حماس المسؤولية عن التفجيرات الاستشهادية التي وقعت في القدس الغربية وحيفا في الاسبوع المنصرم. والاحتجاج الذي قام به أنصار حماس أمس علامة على نزاع داخلي أوسع بشأن القبض على النشطين الذين يقاتلون في الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي التي بدأت قبل 14 شهرا. ويرفض الشيخ ياسين دعوات عرفات إلى تنفيذ هدنة ويتوعد بقتال إسرائيل حتى النهاية. وهذه هي المرة الثانية التي تفرض عليه السلطة الفلسطينية الإقامة الجبرية في منزله، وكانت المرة الأولى في عام 1998 . وقال رعنان جيسين المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون ان الخطوة التي اتخذت ضد زعيم حماس ليست كافية. وأضاف قائلا «ذلك لن يوقف مفجري القنابل، عليهم ان يوقفوا أولئك الذين ينفذون الجرائم». وتقول حماس التي تعارض اتفاقات السلام مع إسرائيل ان التفجيرات الاستشهادية شنت للانتقام من قتل إسرائيل أحد زعمائها العسكريين. وتتهم إسرائيل عرفات بالفشل في تقييد نشاط المتشددين. وفي إطار الضغوط الأمريكية على السلطة الفلسطينية رفض الرئيس الأمريكي جورج بوش منح الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مزيدا من الوقت للتعامل مع المسؤولين عن أعمال العنف الأخيرة ضد إسرائيل وأصر على وجوب مسارعة عرفات باتخاذ إجراءات حاسمة. وقال الرئيس الأمريكي في تصريحات صحفية الليلة قبل الماضية «لقد آن الأوان للرئيس عرفات ان يثبت سلطته وقيادته عن طريق محاكمة المسؤولين عن أعمال القتل الأخيرة وإجهاض مساعيهم الرامية إلى عرقلة السلام وتدمير حياة الأبرياء». وناشد بوش دول العالم المهتمة بالسلام في الشرق الأوسط الضغط على الرئيس عرفات لاستخدام كل ما يملك من قوة ونفوذ للحيلولة دون تعرض إسرائيل إلى مزيد من الهجمات. وقد جاءت تصريحات بوش كرد فعل على المذكرة التي بعث بها إليه عرفات عن طريق رئيس وزراء النرويج والتي طالب فيها الولاياتالمتحدة بمنحه مزيدا من الوقت للتعامل مع المسؤولين عن موجه العنف الأخيرة في المنطقة. وكانت مذكرة عرفات والتحديات المتفاقمة التي تواجهها عمليةا لسلام الشرق أوسطية من بين القضايا التي تناولتها محادثات الرئيس بوش الليلة قبل الماضية مع رئيس وزراء النرويج. ويولي المسؤولون الأمريكيون في واشنطن أيضا أهمية بالغة للاجتماع الذي عقده أمس انتوني زيني المبعوث الأمريكي في المنطقة مع الرئيس عرفات. ونقلت وسائل الإعلام الأمريكية أمس عن المسؤولين قولهم إن المبعوث الأمريكي يعتزم من خلال هذا الاجتماع تأكيد استمرارية اعتراف إدارة الرئيس بوش بقيادة الرئيس عرفات كممثل للشعب الفلسطيني على الرغم من مظاهر الانتقاد والاستياء التي أبدتها حيال اخفاقه في اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة ضد المسؤولين عن أعمال العنف الأخيرة. إلى ذلك نقل راديو صوت إسرائيل أمس الخميس عن أجهزة الأمن انها نقلت إلى المبعوث الأمريكي الخاص الجنرال أنتوني زيني «قائمة جديدة تضم أسماء عدد من قيادي حماس والجهاد الإسلامي وتنظيم فتح تطالب إسرائيل السلطة الفلسطينية باعتقالهم». وأضاف «وأشارت مصادر أمنية إلى أن هذه القائمة لا تضم نشطاء فلسطينيين سياسيين». والتقى زيني في وقت لاحق أمس الخميس بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام الله، وكان قد التقى به من قبل في مستهل جولته الحالية بالمنطقة. ومن جانب آخر أفاد مصدر أمني فلسطيني ان فلسطينيا أصيب الاسبوع الماضي عند معبر صوفا القريب من رفح جنوب قطاع غزة توفي يوم الاربعاء متأثرا بجروحه في أحد المستشفيات الإسرائيلية. وقال العقيد خالد أبو العلا مسؤول الارتباط العسكري جنوب قطاع غزة ان الجانب الإسرائيلي أبلغه بوفاة صقر الدباري من مدينة رفح. وكان الدباري أصيب مع فلسطيني آخر بجروح خطيرة عندما أطلق عليهما الجيش الإسرائيلي النار شرق مدينة رفح عند معبر صوفا جنوب قطاع غزة. وكان الدباري أصيب الخميس الماضي ونقله الجيش الإسرائيلي إلى أحد المستشفيات الإسرائيلية. وعلى صعيد آخر قررت القيادة الفلسطينية قصر الإدلاء بأحاديث صحيفة رسمية باسم السلطة الفلسطينية على الرئيس ياسر عرفات والناطق الرسمي باسمه. وقالت مصادر فلسطينية أمس الخميس ان القرار ليس أمرا بتقييد حرية الرأي لكنه يطلب من المسؤولين الآخرين التوقف عن تصوير آرائهم على انها بيانات رسمية للسلطة الفلسطينية. وفي بيان صدر الليلة قبل الماضية قالت القيادة الفلسطينية إن هذا الإجراء جزء من حالة طوارئ أعلنت في الضفة الغربية وقطاع غزة في وقت سابق من هذا الاسبوع بعد موجة تفجيرات استشهادية شنها فلسطينيون داخل إسرائيل. وقالت مصادر سياسية إن هذه الخطوة اتخذت بدافع القلق من ان مسؤولين يرسلون إشارات متباينة إلى المجتمع الدولي في أعقاب التفجيرات. (طالع صفحة متابعة)