تتقدم خطواتي إلى الأمام وهي تتأرجح كطفلة تتعلَّم المشي.. خطوة تلو الأخرى.. وأنا أبرز تقدماً ملحوظاً.. فقد كنت أستعجل المشي لأجري معك في معترك الحياة.. وأحارب بداخلك ما تبقى من آهات.. وأعيش في أحضانك ما تبقى من ساعات.. كان يستحوذ على انتباهي صفاء السماء.. وهدوء الرياح.. وحركات يديك.. وابتسامتك.. وشوقك الذي كان يدفعني لأمضي قدماً وأنا حافية لا أبالي بأشواك الطريق وصعوبة الموقف.. لقد أغريتني بالمشي.. فقد كنت أراه بعينيك والشوق يضيئهما.. والأمل الذي زرعته في داخلي إلى أن صدقته.. فاعتقدت انه هو نهاية الطريق معك.. فعشقته واستعددت له بكل ما أملك من زينة.. وارتديت أقوى ما لدي من نعل لتحميني من الباقية في الطريق.. لأبقى لك وحدك.. وحدي بدون أي جروح.. كل ذلك كان ليغريني.. وبعد أن تعلَّمت المشي وأتقنته بفضلك أستاذي.. ابتعدت؟؟ كان ابتعادك اختباراً لمدى اتقاني المشي.. لم تكن تعلم أنني تعلمت أن أرتكز عليك في سيري وفي طريقي في الحياة.. وبعد أن ابتعدت رسبت في امتحان المضي قدماً بدونك.. فلسفة الحياة الليل... عندما تسدل رداءك.. أراك كالعروس في ليلة عرسها.. أو كالؤلؤ في جوف البحر.. أراك دوماً ذلك الغطاء الدافئ الحنون.. لتنبعث من داخلي أشجان وأنغام.. أحلام وآمال.. فأغمض عيني على هذا الأمل الرائع يا من بلحن الليل أشجاني.. أنت حقيبتي.. حلمي وآمالي.. نورة ناصر الدوسري الميثاق لم تجتمع حروفي إلا بعد معاناة تجرعتها أتذكرها بين الحين والآخر.. بعد لوعة وحرمان.. بعد فراق دام طويلا فرّقت بيننا مسافات الدروب.. كانت أطلالة شمس كل صباح مؤشراً لي بعودة الأمل من جديد للقاء مرة أخرى.. وكانت نجوم الليالي وقمرها تعدني بأن الليالي القادمة سوف أخاطبها عمن كنت أبحث عنه.. بأنني وجدته وأشهدها بأنه معي ولكن سرعان ما يختفي الأمل وتبقى الدموع والحيرة.. لم تركتني وحيدة في غربة الأحزان وعالم الدموع.. أين الأشواق التي بيننا أين المحبة وأين الاخلاص لقد تمزق ميثاق (لن أنساك إلى الأبد) وذهبت أوراقه مع الريح واختفت ولكن دائما المحبة لها بصمة خاصة في محو تلك الأحزان إلى عالم الحنان وذلك هو الأمل.. أسيرة الذكريات بعد أن انتهت وانتهيت بعد أن انتهى الطموح.. وبدأت الجروح.. عندها هلت الدموع.. واحترقت الشموع.. بعد أن انتهيت.. ظهرت العبرات.. وترددت الصرخات.. بعد أن انتهيت.. بدأ الفراق.. وودعت الرفاق.. بعد أن انتهيت سقطت الأوراق معلنة عن بدء حياة.. سقطت الأوراق معلنة عن بدء فصل جديد.. سقطت الأوراق معلنة عن بدء جروح جديدة وفراق متجدد. سهام الحربي لا أتصور لن أتصور عالما بدونك ولن أعيش عمري من بعدك فأنت من يثير عواطفي... ويحرك إحساسي... فغيابك يؤلمني.. وحضورك يتعبني.. فأنت الذي تسكنني.. وأنت الذي تلهمني.. منيرة مساعد