مساء الاربعاء.. الساعة تشير إلى السابعة مساء.. لا يزال عماد في حيرة من أمره.. فهذه هي ليلة أمسيته الشعرية الأولى.. جسمه يرتجف.. حالة ارتباك غريبة تغزو جسمه النحيل.. قال في نفسه.. الله يستر وان شاء الله تمر هذه الليلة على خير وسوف أكون شجاعا وسأبيض الوجه فهكذا هم الكبار دائما. نظر إلى المرآة.. وقف يتأمل نفسه.. الحمد لله أنا على ما يرام ولكن أحتاج إلى بعض التعديل.. أحتاج فقط إلى حلاقة ذقني مع غسيل للوجه حتى أكون بكامل أناقتي هذه الليلة.. فجميع الناس ينتظرون جديدي هذا المساء. الثامنة والنصف.. لم يبق على الأمسية سوى ساعة واحدة.. لبس ثيابه.. عدل من شخصيته.. قال للسائق.. هل السيارة جاهزة؟ * نعم يا سيدي. * إذاً هيَّا فالموعد قريب. * هيا. * ضع شريطاً موسيقياً هادئاً. حاضر.. اشتغلت الموسيقى وأحاطت بكل أركان السيارة.. رحل عماد إلى عالم آخر.التاسعة مساء.. وصل.. استقبله منظمو الحفل استقبالاً باهراً.. مرحباً أيها الشاعر المبدع.. حللت أهلاً.. مرحباً ألف، القاعة مكتظة بالحضور.. مقدم الحفل يقف خلف الميكروفون يقدم الشاعر.. أيها الإخوة الحضور مرحباً بكم في أمسيتنا الأولى هذه الليلة مع شاعر طالما أحببتم أن تسمعوا شعره الكل يترقب.. متى سيظهر شاعرنا.. لحظات غريبة انتابت الحضور دخل عماد إلى القاعة.. تصفيق حار يملأ أرجاء المكان.. صفير.. لوح بيديه.. شكراً أيها الحضور.. اشكركم.. إن شاء الله تقضون وقتاً سعيداً.نصف ساعة انقضت.. لم يقرأ اي قصيدة.. الجميع منذهل لا يعرفون السبب.أحد الحاضرين قال بصوت عال: أيها الشاعر متى ستطربنا .. أم أنك لست بشاعر؟ * كلا.. كلا فأنا شاعر كبير.. إذاً لماذا لم تقرأ أي قصيدة حتى الآن؟ * أنا آسف جدا على هذا التأخير والذي هو خارج عن إرادتي. ولماذا الأسف والاعتذار.. ونحن هنا منذ وقت طويل. * لأنني نسيت دفتر قصائدي مع السائق..!