عاد الرائد إلى مكانه الطبيعي بين أحضان الكبار وهي عودة لم تأت إلا بجهود كبيرة وتكاتف الجميع من محبي النادي حتى تحقق هذا الإنجاز.. ولا أقصد الإنجاز أن الرائد بالصعود نال بطولة.. لكنني أقصد بالإنجاز القدرة على تجاوز الظروف والعقبات والصعوبات والمشاكل التي كادت أن تعصف بالفريق فالكل يتذكر مع بداية الاستعداد.. ماذا حل بالفريق حتى في كأس الاتحاد وهو الذي احتل الصدارة وهزم التعاون بالخمسة التاريخية لم يسلم من هذه المشاكل.. والسبب هم «المتربصون» الذين ينتظرون أي فرصة لكي ينخروا في الجسد الرائدي لأنهم يرون أن الأضواء سوف تنصب لغيرهم وأن الأشخاص الجدد على خارطة الإدارات أصبح لهم الوضع الجيد الذي من الممكن أن ينسي الناس هؤلاء المتربصين!! لكن هذا التفكير المريض والعقيم يضرهم كثيراً لأن بروز الآخرين وظهورهم على الساحة وحب الناس لهم لا يعني الفشل للأطراف الأخرى.. وكان على هؤلاء الذين يحاربون الناجحين حتى تظل لهم السيادة والكلمة والمكانة.. أن يغيروا من هذه النظرة والأسلوب والطريقة في التفكير.. وأن تكون المنافسة مع الناجحين في محاولة تحقيق إنجاز مثلهم أو أفضل منهم ألا ان يكون الإنسان يرى عدم قدرته على الوصول إلى مكان هؤلاء الناجحين وبالتالي تكون اجتهاداتهم ليس في البناء وتحقيق النجاح المثمر المفيد للجميع ومنها يرتقي بنفسه كما فعل الناجحون .. لكن بمحاربة وإسقاط هؤلاء الناجحين.. نعم هذا للأسف يحدث كثيراً في نادي الرائد.. وكأنهم يرون أن النادي مكتوب لهم فقط ولا يمكن لأحد أن يحضر ليعمل فيه دون أن يكون لهم النفوذ والسيطرة.. بل يحاولون منع أي شخص يرون فيه الصفات المناسبة للنجاح حتى لا يسلب المكانة التي نصبوها لأنفسهم ولم تشأ إرادة الجماهير الرائدية أن تمنحها لهم.. بل قد تأتي الفرصة لدى الجماهير الغاضبة لتعبر عن كرهها من وجود هؤلاء الأشخاص ليجد هؤلاء أنفسهم أمام رغبة الجماهير بالابتعاد عن النادي وعندها لن يكون لهم الخيار سوى التسليم والابتعاد.. لكنني أتمنى أن يعي هؤلاء أن النادي ملك للجميع والبروز فيه لا ينحصر على شخص أو آخر.. بل الفرص متاحة للجميع كما يظهر والجماهير الرائدية تبحث عن من يخدم النادي بإخلاص وحماس بعيداً عن الأنانية والذاتية. ولعل الواقع والتاريخ والأيام كشفت للجميع شخصية كل منتم ومحب.. وتمكنت الجماهير من (فرز) هؤلاء الأشخاص وتقييمهم التقييم المناسب.. لكن التجارب أثبتت أن الجماهير الرائدية لديها الاستعداد للاقتناع مرة أخرى بواقع جديد لهؤلاء يثبتون من خلاله رغبتهم وحبهم لمصلحة النادي وعدم السعي لمحاربة الناجحين عندها سيفتحون صفحة جديدة ناصعة البياض وسيجدون الارتياح النفسي الشديد من هذا الواقع الجديد!! المناسبة ومناسبة الحديث عن هؤلاء بالذات.. لما لاحظته من تصرفات لهؤلاء الأشخاص في الفترة الأخيرة وسلوكياتهم الشخصية أصبحت مثاراً للاستغراب لأنهم يتصرفون دون شعور ولا يقيمون السلوكيات التي يفعلونها.. لأنها جاءت نتيجة (إسقاطات مرضية) بسبب معين.. ولعل تحقيق الرائد للصعود على يد هذه الإدارة أثار فيهم الغيرة والحسد فبدأوا يتخبطون ولا يعلمون ماذا يقولون أو يهزرون. وسأضرب بعض النماذج لممارسات هؤلاء حتى تتضح الرؤية لدى القارىء ليعرف أن ما أقوله صحيح.. وأن الغيرة جعلت من تصرفاتهم مثاراً للتساؤلات فمثلاً الذين راهنوا على فشل المشرف على الفريق (عبدالمحسن السعيدان) وهاجموه وناصبوه له العداء بالطبع كانوا ينتظرون الاخفاق حتى يفجروا ما لديهم من مكبوتات.. وعندما لم يجد هؤلاء الفرصة المواتية ضاقت بهم الدنيا.. حتى حاولوا استغلال نتيجة معينة في الدوري من أجل التأكيد على فشل السعيدان.. والسؤال يتكرر: هل الخسارة في مباريات دورية تعني الفشل للمشرف..؟ والآن حينما حققت الرائد الصعود إلى دوري الأضواء كإنجاز يحسب للإدارة برئاسة المهندس أحمد العبودي ونائبه عبدالمحسن السعيدان وباقي أعضاء مجلس الإدارة وأيضاً أعضاء الشرف الفاعلين وعلى رأسهم الأستاذ عبدالعزيز البليهد.. كان الواجب على هؤلاء أن يخرجوا وهم يبتسمون ويفرحون ويباركون ويعلنون عن تبرعاتهم ومكافآتهم.. لكن للأسف ماذا حدث؟ لقد خرج هؤلاء بعد لقاءي القادسية وأحد وهم يتذمرون ويصرخون وكأن الفريق قد خسر الصعود.. أو هبط إلى الثانية.. وبدأت الانتقادات غير المنطقية ولا العقلانية على مدرب الفريق في لقاءي القادسية وأحد، بل لم يكن انتقاداً بقدر ما كان تهجماً على المدرب.. رغم أن اللاعبين لم يجف عرقهم من المباراة. ولو سلمنا أن لدى هؤلاء انتقاداً على بعض الأخطاء هل كان التوقيت والطريقة والأسلوب مناسبة.. وأين مشاعر الفرحة عند هؤلاء أليس حرياً بهذا الصعود أن يمسح عنهم الكآبة والحزن والغضب؟ والأدهى أن الذين (يفهمون) وشاهدوا اللقاءات أعجبهم أداء الفريق وتنظيمه وتشكيلته وإن ظهر بعض الأخطاء على المدرب فليست جوهرية بالحجم الذي يجعل هؤلاء يغضبون ويصرخون، فالمدرب المتميز الناجح هو الذي يخرج بأقل الأخطاء ولا يوجد مدرب في العالم لا يخطىء.. سواء في تغيير أو تشكيلة أو خطة!! تخيلوا الفريق يخسر بصعوبة ويقدم مستوى مميزاً وهو أول لقاء يخسره الفريق منذ إشراف المدرب عبدالعزيز العودة ورغم ذلك يخرج هؤلاء للتهجم على المدرب.. ولو افترضنا أن لدى هؤلاء اقتراحات وأفكارا كان يمكن «نقلها بطريقة حضارية ومتزنة تتناسب مع الإنجاز الذي تحقق ومع مكانتهم وشخصيتهم». لقد كان المدرب «شينا» يتخبط صباح مساء في الفريق ويتعرض الفريق لخسائر بسببه ومع ذلك كان هؤلاء أشد المدافعين عنه.. لا أدري كيف تغيّرت المقاييس عندهم.. يبدو أن المدرب الناجح في نظرهم هو من يتسبب في إسقاط الفريق والمدرب الفاشل هو من يحقق للرائد إنجازاً..!! لقد كان هؤلاء دائماً يتعرضون بالتهجم على جماهير النادي حينما (تطالب أو تصارخ أو تعلن عن رغبتها في اتخاذ قرار وكانوا يرفضون هذا الأسلوب.. لأنهم يرون فيه الهجمية وغير المنطقية..) ونحن معهم أن هذا أسلوب العاجزين عن الوصول للمسؤول واقناعه وهو أسلوب غير حضاري لكن كيف يحدث منهم ما هم ينتقدونه .. ولو كانوا في موقع المسؤولية هل كانوا سيرضون أن يهاجمهم أحد بدلاً من التهنئة بالصعود.. اعتقد لو كان هؤلاء على رأس الهرم محققين إنجازاً فإنهم لن يقبلوا أي انتقاد لأنهم يرون في أنفسهم تحقيق النجاح!! النقد الهادف!! كنت أتمنى من الذين خرجوا لانتقاد المدرب القدير «عبدالعزيز العودة» أن تكون انتقاداتهم مبنية على أسس فنية وعندما يقدمون الخطأ للمدرب لا بد من إيجاد العلاج.. فمنهم من ذكر مثلاً عدم إشراك اللاعب (إبراهيم النصير) ضد القادسية لكنهم للأسف لم يذكروا السبب ومن هو البديل؟!! وطالب هؤلاء مثلا بإشراك أحمد غانم ومطلق الغرابي ولكن لم يذكروا من يخرج المدرب من الفريق؟! فالمدرب لو أخرج (السلال) أو (يحيى سليمان) لقامت الدنيا ولم تقعد. حدث في لقاء التعاون فهم يقدمون الفكرة لكنها ناقصة.. يطالبون باشراك اللاعب لكنهم لا يقدمون الطرف الآخر من الفكرة وهو اللاعب الذي يمكن اخراجه وأتمنى من الذين انتقدوا (العودة) في لقاء القادسية أن يبينوا لنا الأخطاء التي وقع فيها المدرب.. فالفريق كان منظماً وتشكيلته مثالية.. واتحدى أن يوجد هؤلاء لاعباً نشازاً في التشكيلة.. والذين انتقدوا النصير لضعف مستواه.. تناسوا غياب سلطان الصلال (بالإيقاف) وأيضاً انخفاض مستوى اللاعب ليس من مسؤولية المدرب خلال المباراة.. فلماذا لم ينتقد هؤلاء المدرب حينما زج بالنصير ضد التعاون وقدم مستوى كبيراً.. لكن مشكلة هؤلاء أنهم يريدون التنفيس فقط. ويتدخلون في الأمور الفنية وهم يجهلونها.. وإذا كان هؤلاء سيتدخلون في الأمور الفنية فلماذا يتم التعاقد مع العودة ليدرب الفريق .. الأفضل أن يتسلموا هم زمام التدريب ويريحوا أنفسهم ويريحون الجماهير منهم ومن مشاكلهم. التأثر!! أرجو من الجميع أن يقارن المستويات التي قدمها الرائد خلال فترة تدريب العودة والمستويات التي قدمها خلال تدريب أشباه المدربين من الأجانب الذين كانوا سبباً في انهيار الفريق. كما لا بد من مقارنة الأخطاء التي وقع فيها العودة مع أخطاء المدربين الآخرين رغم الفترة القصيرة التي أمضاها.. ثم ما هي مقاييس التقييم إذا كان المدرب يقدم المستويات الجيدة ويحقق الانتصارات ماذا تريدون؟! لقد ساءني للأسف أن هؤلاء تمكنوا من التأثير على رئيس النادي أحمد العبودي، الذي خرج بتصريح غريب عن المدرب يدل على أنه وقع تحت تأثيرهم. ختاما أقولها.. «لن يحضر الرائد مدرباً أفضل من العودة». بسرعة: ü محزن جداً هبوط الحزم للثانية.. كفريق عريق وكيان كبير يملك جماهير واعية وأعضاء شرف ذهبيين. لكن يجب ألا يضع الحزماويون هبوطهم في رقبة الرائديين! ü الحزم فرَّط في البقاء حينما خسر من الخليج ولم يتمكن من خطف نقطة فقط أمام التعاون.. فلماذا يوجه اللوم للرائد. ü لعب أحد بقتال شديد ودفاع مستميت وطبيعي أن يعجز هجوم الرائد عن هز شباكه.. فأحد الذي تعادل على أرض الرائد هو نفسه الذي فاز عليه في المدينة بالثلاثة!! ü إلقاء الاتهامات دون إيجاد دليل أمور لا يمكن قبولها على العقلاء تجاوز هذه المرحلة والتطلع إلى التمام الشمل.. والنظرة المستقبلية للمشوار الأصعب..! ü رائع ذلك هو علي العبودي نجل الشيخ إبراهيم العبودي حينما يقوم بلم شمل الرائديين باحتفال كبير هذا المساء. ü لا يمكن للرائد أن يستغني عن أي واحد من أبنائه لكن أبناءه لا يريدون المشاكل والانقسامات.