الذين يعرفون تاريخ الرائد عن قرب يدركون تماماً ان أسباب وقوف النادي على قدميه دون ان يسقط رغم المشاكل الكبيرة التي تواجهه.. هم جماهيره التي هي حقيقة سر من أسرار استمراريته فهم وقود يحرك أركان النادي ويقوده الى تحقيق بعض طموحاته.. الفريق الرائدي تجاوز كثيراً من المحن والعقبات والصعوبات والتي كادت ان تنهي النادي من خارطة الوجود الرياضي وتجعل منه اسماً فقط يتردد في أذهان محبيه وعشاقه.. ولعل آخر الصعوبات التي كادت تطرح هذا الكيان أرضاً هي المشاكل التي ظهرت منذ بداية استعداد الفريق قبل مسابقة كأس الاتحاد وتحديداً في فترة الصيف حيث ظن البعض ان ساعة النهاية قد بدأت.. وان الهبوط هو النتيجة الطبيعية لحجم المشكلات الكبيرة التي تحاصر النادي.. بل ان بعض المتشائمين راهن على هبوط الفريق للدرجة الثانية ومن المتفائلين من شك في بقاء الفريق في الدرجة الأولى وخاف أبناء النادي الذين يغارون عليه كثيراً.. والأدهى ان المشاكل حينما بدأت المسابقة.. «مسابقة الاتحاد» زادت وتنوّعت.. لكن يا ترى ما هو السر الذي يجعل هذا النادي يتجاوز كل هذه العقبات.. بل يتألق ويبدع.. مع أن هناك أندية تجد التعاون والمساعدة والأجواء المناسبة لكنها في المعمعة الحقيقية تختفي ولا تعطي رغم ما تجده من دعم من أطراف مختلفة!! والحقيقة ان السر يكمن في وجود جماهير نادرة تركض خلف هذا النادي بكل حماس وصدق وحب وانتماء حتى صارت مضرباً للمثل والخيالات في كيفية انتمائها وحبها وقدرتها على دعم فريقها بكل قوة حتى يستطيع ان يحقق النتائج القوية نعم.. جماهير الرائد سر كبير من أسرار تجاوزه للمحن والصعوبات والعقبات ذلك انها جماهير لا يمكن ان تتخلى عنه حتى في أشد الأزمات والمواقف تجدهم يتواجدون ويتفاعلون بكثافة غريبة.. المواقف والقصص والشواهد تحكي واقع هذه الجماهير العريضة التي بدأت تتكاثر يوماً بعد يوم.. وأصبحت المدرجات الرائدية تتوافد عليها أجيال صغيرة.. تملأ الملعب بحبها وعطائها ولعل البعض من خارج المنطقة قد يستغرب حينما يحضر الى النادي مثلاً والفريق قد تعرض لخسارة ويجد آلاف الجماهير وهي تحتشد وتجتمع حول النادي يبحثون عن أسباب الخسارة وعن الحلول لإعادة الفريق للتوهج.. هذا التفاعل الكبير واللافت للأنظار من قبل الجماهير الرائدية قاد الكثير من رؤساء الأندية الكبير ة لأن يتمنى ان يملك ناديه مثل هذه الجماهير بكثافتها وحضورها وتفاعلها.. أذكر انني قبل عشر سنوات وتحديداً حينما كان الرائد في الممتاز وقدم مستويات مرتفعة ونتائج مذهلة كاد ان يدخل فيها للمربع الذهبي وفي لقاء الفريق أمام الشباب.. اكتظ الملعب بالجماهير الرائدية، حيث كان حضوراً مميزاً.. ووقفت الجماهير منذ بداية المباراة حتي نهايتها وبصوت واحد تساند فريقها.. وعقب المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي.. خرج الأمير خالد بن سعد رئيس نادي الشباب وهو يتحدث بإعجاب عن جماهير الرائد وأذكر انه صرح صحفياً انه يتمنى لو دفع الملايين وحصل على جماهير الرائد! وفي أحد لقاءات الرائد بالاتحاد كان منصور البلوي المشرف على الفريق الاتحادي يتحدث بإعجابه بهذه الجماهير التي تعتبر عملة نادرة.. وحينما التقى الرائد والرياض في الممتاز والتي فاز بها الرائد بأربعة أهداف على الرياض.. جاء نجم الرياض فهد الحمدان الى كابتن الرائد محمد النودلي مبدياً استغرابه الشديد من حجم الجماهير التي تحضر اللقاء.. فالملعب مكتظ بشكل خيالي.. حتى انه مازح النودلي.. بالقول: «أعطونا جزءا بسيط من جماهيركم الكبيرة!!». كثيرون اندهشوا من جماهيرية الرائد وكتب الكثير من الزملاء الصحفيين في كثير من المواقف عن هذه الجماهير.. ولعل الشيء الغريب الذي قد لا يعرفه الكثيرون.. ان الرائد حينما كان يلعب في الدرجة الثالثة بدوري منطقة القصيم.. كان يحضر له جماهير أكبر بكثير من حضور لقاءات الدوري الممتاز.. وفي دورة الصعود التي أقيمت في بريدة وبشهادة السجلات الرسمية وشهادة المسؤولين المتابعين عن هذه الدورات.. وعلى رأسهم الأستاذ عبدالرحمن الدهام.. وكذلك حكام المباريات الذين اداروا لقاءات هذه الدورة.. ان حضور لقاءات دورة الصعود التي شارك فيها الرائد أكبر حضور على مرّ التاريخ لدورات الصعود.. كما ان حضور لقاءات الرائد في دورة الصعود.. وفي الدرجة الأولى فاقت حضور لقاءات الدوري الممتاز!!. لقد سألني صحفي ذات مرة حينما شاهد لقاء بالفيديو للرائد وتحديداً عام 1404ه في دوري منطقة القصيم بين الرائد والعربي كيف استطاع الرائد ان يكون هذه الجماهير العريضة وهو يقبع في المظاليم ولم يحقق أي إنجاز؟! فعلاً سؤال محير لكن يحتاج الى دراسة علمية ونفسية وبحث يقدم لكي يتم الإجابة عليه، وقد عرضت هذا الموضوع على احد الأطباء النفسيين الذين لهم خلفية رياضية.. فأجاب باقتضاب.. بعد ان سألني عن لون شعار الفريق.. بالقول: ان اللون الأحمر ومن خلال دراسات تمت على هذا اللون.. انه يجذب كثيراً ويسبب الحب الجنوني!!. ولهذا فقد اطلعت على دراسة على اللون الأحمر.. تقول ان «الأغريق» كانوا يستخدمون الألوان الحمراء.. في أعيادهم وأفراحهم من خلال الوردة الحمراء والثوب الأحمر وهكذا.. وحينما يكتب أحدهم رسالة الى المحبوب فلا بد ان تكتب على ورق أحمر لكونه أكثر تأثيراً في النفوس!! وماذا بعد؟ لنعود الى جماهير الرائد التي دفعتني لطرح هذا الموضوع وهو انني لاحظت في الفترة الأخيرة تغيراً في سلوكيات هذه الجماهير حيث بدأت تفقد كثيراً من الصفات والسلوكيات الجملية التي اتسمت بها.. وبدأت تكون أكثر سلبية، وقد يكون تأثيرها معاكساً.. ليس لمصلحة النادي.. ولعل الشيء الغريب.. ان الكثير من الجماهير الرائدية بدأت لا تحضر حتى لقاءات الفريق وتسانده وتكتفي فقط بمتابعة المباريات من الهاتف الجوال.. وهذا أمر خطير جداً لم يكن موجوداً من قبل.. لقد كانت الجماهير تذهب بسياراتها الخاصة وتقطع آلاف الكيلومترات لحضور لقاء.. لقد ذهب بعض الجماهير عام 1406ه مثلاً لحضور لقاء الفريق بأبها وقد حضروا من بريدة الى أبها من خلال سياراتهم الخاصة!! كذلك حينما لعب الفريق أمام الوطني في تبوك وهجر بالأحساء وهكذا من المباريات البعيدة.. ثمة أمر آخر أكثر خطورة.. هو الصراخ الشديد والألفاظ الجارحة على المدرب واللاعبين كلها سلوكيات تسببت في ضغط اللاعبين وعدم قدرتهم على تقديم مستوياتهم. الآن.. وضعت الإدارة الرائدية بقيادة المهندس احمد العبودي ونائبه الذهبي عبدالمحسن آل سعيدان.. كذلك عضو الشرف الفعّال «عبدالعزيز البليهد» ونجوم الفريق الكرة في مرمى الجماهير.. فالإدارة بذلت جهوداً كبيرة بالدفع المادي والمعنوي.. والمدرب الوطني الكبير عبدالعزيز العودة قدم عصارة خبرته واجتهد بحماس كبير لخدمة فريقه حتى حقق أهدافا كثيرة.. واللاعبون انتظموا بشكل كبير دون مشاكل او مطالبات.. والجميع متحد لتحقيق العودة الى مكان الفريق في الممتاز.. وهو المكان الذي فقده بسبب الظروف الصعبة.. لكن الجماهير الرائدية غائبة هذه المرة عن دورها.. ففريق في المركز الثاني على مشارف الصعود لا بد من الحضور المكثف والتواجد والتفاعل.. هل نشاهد يا ترى حضوراً جماهيرياً كبيراً يتناسب مع انطلاقة رائد التحدي.. نتمنى ان تكون البداية هذا اليوم أمام الحمادة!! نقاط سريعة: * ما يقدمه عضو شرف الرائد وأحد أعيان مدينة بريدة الأستاذ عبدالعزيز البليهد من دعم سخي.. صار مضرباً للمثل بالجود والعطاء حتى صارت الجماهير تطلق عليه «الرجل الذهبي». *** * المباريات المتبقية لدوري الدرجة الأولى كلها مصيرية وحاسمة، ففريق يبحث عن الصعود وآخر يقاتل من أجل النجاة.. ولهذا أتمنى ان ترتكز اختيارات الحكام للمباريات على كثير من الضوابط ولعل هذه الأمور لا تخفى على لجنة متحمسة وتبحث عن النجاح كما تفعل هذه اللجنة برئاسة «عمر الشقير». *** * عندما يشاهد رئيس سدوس شريط لقاء فريقه سوف يعتذر فوراً لحكم المباراة محمد المرواني لأنه سوف يدرك ان المرواني ظلم الرائد ولم يظلم سدوس لأنه اغفل ضربة جزاء للرائد صحيحة واحتسب ضربة جزاء غير صحيحة لفريق سدود غيّرت مجرى المباراة.