شيع الرياضيين بالقصيم عصر يوم الأثنين الماضي قائد الرائد السابق ونجمه الكبير محمد النودلي "رحمه الله" الذي وافته المنية فجر الاثنين في المستشفى العسكري بالرياض بعد معاناة مع المرض، " نجوم الأمس" من خلال هذا التقرير تسلط الضوء على حياة وتاريخ النودلي الذي يعد من ابرز اللاعبين الذين أنجبتهم الملاعب القصيمية أداء وخلقا. النودلي أب لستة أولاد محمد سليمان النودلي "رحمه الله" أب لأسرة مكونة من ستة أفراد، أربعة أولاد وبنتين، وهو من مواليد مدينة بريدة بالقصيم، ويحمل شهادة دبلوم صحي، وعمل في مجال القطاع الصحي بوظيفة صيدلي، ومديراً لأحد المستوصفات الحكومية ببريدة. بدايته لاعب طائرة كانت بدايته الرياضية في عام 1402ه بنادي الرائد كلاعب طائرة تم تسجيله بالرائد رغم ميول أسرته التعاونية، المنافس التقليدي للرائد، بعد ان نجح ابن النادي عثمان الشومر بإقناعه بالتسجيل بالرائد، بعد ان بزغ نجمه بحواري بريدة واشتهر صيته آنذاك، والتقطه كشافو الرائد سريعاً حتى انه تم قيد اسمه بكشوفات لعبة الطائرة بالنادي قبل ان تخطفه الأندية المنافسة. الشيب أقنعه بالتحويل للقدم في عام 1403ه نجح قائد الرائد ونجمه المعروف عبدالعزيز الشيب في إقناعه بأداء التدريبات مع لاعبي الفريق الأول لكرة القدم بالرائد، وفي التدريب الأول له مع الفريق أبدى مدرب الرائد المصري حينها مدحت فقوسه إعجابه الشديد بمستوى النودلي الفني، وبدأ يعتمد عليه بشكل أساسي وشارك في بدايته كقلب دفاع بجانب الشيب، قبل ان يحوله فقوسه لمركز الظهير الأيسر، واستمر فيه حتى اعتزاله اللعب. تاريخ كبير للنودلي مع الرائد محمد النودلي من اللاعبين القلائل بالرائد الذي يملك تاريخا حافلا مليئا بالانجازات والبطولات، وهو أحد اللاعبين الذي ساهموا بصناعة تاريخ واسم الرائد بين الفرق السعودية، ففي موسم 1404ه وهو ثاني موسم له مع الرائد، ساهم بصعوده من دوري المناطق إلى دوري الدرجة الأولى بمرافقة الأنصار، وفي موسم 1406 ه وهو الموسم الذي لن ينساه الرائديون على مدى التاريخ حيث ساهم بصعود الرائد من دوري أندية الدرجة الأولى إلى الدوري الممتاز آنذاك برفقة الأنصار أيضا، وعاش الرائديون أياماً ذهبية كون الصعود جاء عن طريق منافسهم التقليدي التعاون الذي كان يلعب بفرصتين بعكس الرائد الذي يلعب بفرصة الفوز فقط، وساهم أيضا بصعود الرائد في عام 1409ه للدوري الممتاز. الحادث الشهير ذكرى أليمة في عام 1412 ه تعرضت حافلة الرائد وهي في طريقها للمدينة المنورة عن طريق البر لملاقاة الانصار لحادث سير أليم، راح ضحيته نجم الرائد والمنتخب السعودي السابق صالح المبارك "رحمه الله" ، وتعرض عدد من لاعبيه لإصابات خطيرة، اصدر وقتها رجل وباني الرياضة السعودية الأمير فيصل بن فهد " رحمه الله" قرارا تاريخيا بتأجيل مباريات الرائد حتى شفاء لاعبيه الذي عاشوا أياما صعبه بعد فقدانهم لزميلهم صالح المبارك وكان وقتها قائد الفريق، قررت إدارة الرائد آنذاك برئاسة عبدالعزيز المسلم تسليم شارة القيادة لمحمد النودلي "رحمه الله" ونجح في قيادة الفريق بالصعود للدوري الممتاز وذلك في عام 1412ه. النودلي يبدع مع الرائد بعد صعود الرائد في عام 1412ه استمر في الدوري الممتاز حتى عام 1416ه تحت قيادة محمد النودلي "رحمه الله" وقدم الرائد افضل وأروع مواسمه في الدوري الممتاز، والنودلي رغم انه كان يلعب مدافعاً إلا أنه تميز بتسجيل الأهداف، وكان متخصصاً بتنفيذ ركلات الجزاء وسجل في مرمى أندية كثيرة منها الهلال والاتحاد والشباب. القرار الصعب بعد 13 عاماً في عام 1415ه اتخذ محمد النودلي "رحمه الله" القرار الصعب على أي لاعب كرة قدم، وهو اعتزال اللعب نهائياً بعد مشوار طويل وحافل مع الرائد. الجماهير الرائدية لم تتقبل قرار النودلي وحاولت ثنيه، كونه لازال قادراً على العطاء لأكثر من موسم، إلا انه فضل إتاحة الفرصة لعدد من اللاعبين الصاعدين حديثاً بالرائد. استمر يخدم الرائد بعد اعتزاله اللعب ظل لسنوات بعيداً عن أجواء الرياضة وفضل ان يقضي وقتاً أطول مع عائلته بعد مشوار طويل، إلا ان حب الرائد وعشقه الذي يجري في دمه، أعاده له من جديد في عام 1425ه برئاسة عبدالعزيز التويجري وعمل كمدير للكرة، وفي نهاية الموسم اضطر مدرب الرائد في وقتها الوطني عبدالعزيز العودة للاستقاله بسبب ظروفه العائلية، ولم تجد الإدارة الرائدية انسب من النودلي لقيادة الفريق فنياً، وحقق نجاحاً باهراً حيث قاد الفريق لاحتلال المركز الثالث بعد ان كان في المركز السابع وذلك في دوري الدرجة الأولى. المرض لم يغيب ابتسامته رغم الظروف الصحية الصعبة التي عانى منها النودلي في السنوات الأخيرة من عمره، إلا ان الابتسامة لم تفارقه ابداً، وظل مؤمناً بقضاء الله وقدره، ودائماً مايردد ان الله انعم وتفضل عليه كثيراً وهو راض بقدره سبحانه وتعالى، فهو يحظى بحب كبير من الرياضيين بالمنطقة نظير اخلاقه العالية منذ ان كان لاعباً وكان يتمتع بعلاقات مميزة مع جميع زملائه اللاعبين بالمنطقة وغيرهم، ففي يوم تشييعه رحمه الله الى مثواه الأخير اكتظت المقبرة من الجميع لإلقاء النظرة الأخيرة عليه وتوديع روحه الطاهرة الى جنات النعيم بإذن الله.