تحدثت تقارير صادرة عن مركز جارتنر للبحوث وEnterprise Network Strategies Pacific عن تطورات خطيرة تهم شركة مايكروسوفت ومثيلاتها من الشركات غير المحلية في الصين، ففي الثامن والعشرين من شهر ديسمبر الماضي، أعلنت بلدية بكين عن فوز شركات محلية من متعهدي برامج الحاسب الآلي بستة عقود وقررت رفض عرض سابع تقدمت به شركة مايكروسوفت، وتشمل تلك العقود ميكنة الأعمال المكتبية. وتوفير برامج مضادة للفيروسات وأنظمة تشغيل كان من بينها نظام لينوكس (RedFlag). وينظر إلى هذا التحرك باهتمام لانطوائه على توجه جديد، فبكين تسلك بتوقيع هذه العقود مسلكا قانونيا لتوفير البرامج لأجهزتها التي تم شراؤها دون أن يتضمن ذلك تراخيص البرامج المثبتة عليها. وسيتحتم على المؤسسات الصينية إصلاح هذا الوضع غير القانوني وعلى نطاق واسع تبعا لدخول الصين في منظمة التجارة العالمية. وقد صارعت شركات تقنية المعلومات ومارست ضغوطا خفية لدعم انضمام الصين للمنظمة، منطلقين من أطماعهم بالوصول إلى أسواقها الضخمة، ولشركة مايكروسوفت حضور قوي في تلك السوق الصينية، لكنه حضور تمثله البرامج المقرصنة في غالب الأمر. وقد وافقت الصين على تعديل قوانينها المتعلقة بالملكية الفكرية تماشيا مع تداعيات انضمامها لمنظمة التجارة العالمية، لكن تحرك بكين انطوى على دعم الشركات المحلية والوقوف إلى جانبها مقابل الشركات الأجنبية. وفي حال استمرارالوضع على هذه الحال، فإن الشركات الغربية ستفقد حصة كبيرة من السوق الصينية مقابل انصراف السلطات إلى دعم الشركات المحلية، وسيتآكل نصيب أنظمة التشغيل من شركة مايكروسوفت في السوق الصينية بسبب دعم أنظمة لينوكس. وتتوقع جارتنر أن فشل مايكروسوفت في الفوز بأي عقود يعود إلى حد كبير إلى ضعف التسويق والمفاوضات وسوء علاقتها بالحكومة الصينية وأيضا لدعم الأخيرة للمتعهدين المحليين مقابل الأجانب، وترى بأنه سيكون على الشركات الصينية السعي إلى اغتنام الفرصة للفوز بحصة أكبر من السوق الصينية والتي يكفل لها الوضع الحالي اقتناص الكثير. وتعتقد جارتنر أن فشل مايكروسوفت في الفوز بأي عقود في بكين مؤشر على أن الكثير من التحديات ستواجه الشركات الأجنبية حين تزحف للاستثمار في الصين. ومن الأمثلة على ما ينتظر هذه الشركات من متاعب ما يتردد عن عمليات التفاوض المرهقة، وأهمية بناء علاقات مستمرة مع الأحزاب المهمة في الصين وعلى رأسهاالحزب الحاكم، لكن بغض النظر عن هذه المشكلات، فإن دعم الحكومة الصينية للشركات المحلية يبرز كأهم العوامل المؤثرة في حصة الشركات الأجنبية من السوق الصينية.كدعمها لمشروع تطوير نسخة Red Flag من نظام لينوكس والذي طورته الأكاديمية الصينية للعلوم. وبخلاف دعم الحكومة الصينية، فإن تبني نظام التشغيل لينوكس في الصين وبشكل واسع يعتمد على عوامل خارجية قوية مثل التطبيقات التي تعمل في بيئة لينوكس. وإمكانات التدريب والتعليم على هذا النظام، وتكاليف الشراء والترخيص والصيانة، ومستوى الدعم الفني، وحتى الآن، لم يتمكن نظام لينوكس من حجز حصة كبيرة من السوق مقابل أنظمة مايكروسوفت الأكثر انتشارا في العالم، وفيما يتعلق بالمهام عالية الأهمية، فإن لينوكس لايزال بحاجة إلى تطوير أكثر والشركات الصينية قادرة على توفير البرامج القادرة على المنافسة وتلبية الاحتياجات القائمة. وسيكون على الشركات الصينية بذل المزيد من الجهد في هذا الاتجاه كي تكفل لنفسها النجاح والثبات مقابل منافس عملاق كمايكروسوفت.