يتابع نظام تشغيل الكومبيوتر "لينوكس" تقدمه في سوق الاجهزة. والمثير انه يلقى مساعدة من أقل الاماكن توقعاً، اي الخوادم الحكومية. فلطالما دأب الاعلام على رسم صورة "المتمرد" لنظام "لينوكس". وعلى عكس صورة الخارج عن القانون، تدل الاحصاءات الى ان الحكومات باتت هي الاكثر تقبلاً ل"لينوكس"، وتستعمله بكثافة على خوادمها الرسمية. وبعبارة اخرى، ان مزيداً من الحكومات بات يفضل ان ينسج صلاته بشبكة الانترنت، عبر نظام "لينوكس". ويتميز النظام بانه مفتوح المصدر. ويعني ذلك ان شركته لا تعتبر نظام كتابته وتشفيره سراً، كما هو الحال مع نظام "ويندوز" الذي تنتجه شركة "مايكروسوفت". وأخيراً، اعلنت شركة "اي بي ام" التي تساند هذا النظام، انها باعت 75 نظاماً متكاملاً الى القوات الجوية ووزارة الدفاع ووزارة الزراعة والطاقة في الولاياتالمتحدة الاميركية. ويدير النظام عينه خادم البرلمان الالماني ومؤسسة البريد في الصين ووزارة الزراعة في فرنسا، وكذلك عدداً من خوادم وزارات التعليم والدفاع والتعليم في دول كثيرة في اوروبا وآسيا. وحتى ان بعض حلفاء "مايكروسوفت" الاستراتيجيين ابدى ميلاً نسبياً الى استخدام نظام "لينوكس". واعلنت شركة "هييوليت باكارد" عن صفقة بقيمة 25 مليون دولار هي ثمن اجهزة تنتجها الشركة ويديرها نظام "لينوكس". واعرب جايمس لويس، وهو مستشار معلوماتي سابق في ادارة الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، ان هذه الارقام تشير الى مدى الاحترام والثقة التي بات نظام "لينوكس" متمتعاً بها في صورة رسمية. وتشير هذه الارقام الى تقدمه في المنافسة مع خصمه اللدود "ويندوز". ويدير "لينوكس" حالياً ما يقرب من ربع الخوادم والاجهزة في العالم. ويعتقد خبراء في الحكومة الاميركية ان ما يجذبهم الى "لينوكس" هو اداءه الثابت وانفتاحه الذي يمكنهم من وضع تطبيقاتهم الخاصة عليه وتعديلها بحسب الحاجة. وما يثير قلق "مايكروسوفت" في منافستها مع "لينوكس"، ظهور تقرير رسمي يحض الحكومة على دعم الدراسات والابحاث عن "لينوكس". والحال ان تلك الشركة مارست في ما مضى، ضغوطاً غير معلنة في الكونغرس في محاولة لمنع الحكومة من الانفاق على دراسات عن "لينوكس". وتحاجج الشركة بان هذا الانفاق يعتبر تدخلاً حكومياً في المنافسة بين الشركات. دخول دول الشرق الاوسط ومن الملاحظ ان نظام "لينوكس" يحاول دخول اسواق كانت شبه مغلقة في وجهه. وتعطي منطقة الشرق الاوسط دليلاً واضحاً على هذا التوجه. ففي اواخر الاسبوع الماضي، عقدت شركة "اي بي ام" العالمية ندوة تعريفية عن نظام المصدر المفتوح "لينوكس" في البحرين. وهذه هي المرة الاولى التي تقوم فيها بمثل هذا النشاط في المنطقة. ومن الملاحظ ان شركة "اي بي ام" العالمية للكومبيوتر، تستضيف اعمال نظام "لينوكس" في هذه المنطقة. ومن المعلوم ان نظام التشغيل "ويندوز" يمسك بالقسم الاكبر والاكبر بما لا يقاس من سوق انظمة التشغيل في الشرق الاوسط. واذا كان "لينوكس" يحاول منافسة "مايكروسوفت" في المنطقة، فالارجح انه امام مهمة عسيرة، وربما بدت مستحيلة. وينتشر نظام "ويندوز" بقوة في الشرق الاوسط، يدعمه عمل لوجستي قوي في الاسواق من "مايكروسوفت" وحلفائها الاستراتيجيين. هل يمكن القول ان الشرق الاوسط دخل مناخ "حرب باردة" بين "ويندوز" و"لينوكس"؟ عناوين ذات صلة على الانترنت: http://www.nsa.gov/selinux http://www.idg.co.jp/expo/lw