عقد الرئيس الباكستاني برويز مشرف اجتماعا مع قادة الأفرع العسكرية في الجيش لمناقشة آخر تطورات الوضع على الحدود مع الهند في ضوء التوتر المتزايد بين البلدين. وذكر بيان أصدرته وزارة الدفاع الباكستانية أن الاجتماع الذي عقد أول أمس ناقش الاستعدادات القتالية لقوات باكستان في ضوء الحشود العسكرية المكثفة على الحدود مع الهند . وأضاف البيان ان الرئيس الباكستاني برويز مشرف أكد في كلمة له أمام الاجتماع الذي استغرق عدة ساعات أن باكستان دولة مسؤولة ومحبة للسلام ولكنها سترد بقوة في حال تعرضها لأي هجوم . وأشار البيان الى أن الرئيس مشرف اطلع خلال الاجتماع على الاستعدادات وخطط العمليات التي تم اتخاذها لمواجهة أي عدوان من جانب الهند . ودفعت كل من الهندوباكستان بقواتها الى الحدود بعد هجوم دموي على برلمان الهند يوم 13 ديسمبر كانون الاول. وألقت الهند مسؤولية الهجوم على جماعات من ثوار كشمير تتخذ من باكستان مقرا لها. وعلى خطوط المواجهة قالت الشرطة الباكستانية ان أحد رجالها أصيب الليلة قبل الماضية بنيران هندية على حدود كشمير المتنازع عليها في جبال الهيمالايا. ويجري تبادل للنيران بشكل شبه يومي على الحدود الهنديةالباكستانية وقال مسؤولون باكستانيون ان عشرات الجنود والمدنيين قتلوا أو جرحوا على الجانب الباكستاني من الحدود. وقالت الشرطة الباكستانية ان حادث تبادل النار الاخير وقع في منطقة وادينيلام الحدودية. وقد تبادلت القوات الهنديةوالباكستانية القصف المدفعي في قاطع «كوبوارا» وذلك لأول مرة منذ بدء التوتر الحدودي الحالي بينهما قبل ثلاثة أسابيع. وبررت مصادر عسكرية هندية ما حدث قائلة ان القوات الباكستانية قصفت بالمدفعية منشآت هندية في منطقة ماشيل بنفس القاطع مما دفع الجيش الهندي الى الرد على القصف الذي استمر ثلاث ساعات. وذكرت وكالة انباء «برس ترست» أنه لم تقع خسائر بشرية أو مادية في الجانب الهندى. ويعد قاطع كوبوارا الذي تغطيه الثلوج حاليا أحد الممرات الرئيسية لمن تصفهم الهند بالمتسللين في إشارة الى المقاتلين الكشميريين. ويثير الاهتمام بصفة خاصة في مجريات هذا التوتر وقوف اسرائيل الى جانب الهند في دعاويها ضد باكستان حيث أعلن وزير خارجية اسرائيل الذي يزور الهند دعم اسرائيل المطلق للهند في حربها ضد الإرهاب وحذر باكستان من أنه يتعين عليها عدم إيواء إرهابيين على أراضيها. ووسط مخاوف من نشوب حرب بين الدولتين النوويتين الهندوباكستان ادعى وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريس أن الهند تسعى للسلام. وقال بيريس دون أن يذكر باكستان بالاسم انه يتعين عليها أن تتخذ خطوات حقيقية ضد من أسماهم المتشددين المعادين للهند وعقد مقارنات بين الهند واسرائيل في معركتها ضد ثوار مسلحين. وادعى بيريس للصحفيين في نيودلهي بعد اجتماع مع زعماء الحكومة في الذكرى السنوية العاشرة لإقامة علاقات دبلوماسية خلال زيارته الرسمية التي ركزت على المخاطر التي يواجهها البلدان «لا أعتقد أن الهنود يريدون حربا». وأضاف بيريس «... والهنود أيضا يريدون أن يروا القوة الأخرى تأخذ موقفا حقيقيا». وقال «أكبر انتصار هو منع نشوب حرب وأشعر أن هذا هو موقف. الى ذلك يبدأ رئيس الوزراء الصيني جو رونجي زيارة للهند مدتها ستة أيام من يوم الاحد المقبل وسط التوترالعسكري بين نيودلهيوباكستان حليف بكين منذ وقت طويل. وقالت وزارة الخارجية الهندية يوم الثلاثاء ان جو الذي تقررت زيارته قبل وقت طويل من تفجر الأزمة الحالية سيكون أول رئيس وزراء صيني يزور الهند منذ لي بينج قبل أكثر من عقد. وسوف يلتقي جو ورئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي . وحثت الصينالهند يوم الثلاثاء على تسوية المواجهة مع باكستان لكنها أشارت الى أن تأييدها لإسلام آباد لا يعني التزاما بأن تساندها في حالة نشوب حرب. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية سون يوكسي ان بكين تقدر جهود باكستان للتعاون مع المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب وتأمل أن تتخذ دلهي خطوات من جانبها نحو السلام. غير أنه استدرك بقوله ان علاقات الصين الوثيقة مع باكستان ليست موجهة ضد دولة ثالثة حينما سئل عن تصريح لمتحدث باسم الحكومة الباكستانية ان بكين ستساندها في كل «الاحتمالات». وفي واشنطن صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية ريتشارد بوتشر الليلة قبل الماضية بأن بلاده تقوم باتصالات متكررة مع الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف وحكومته، وأن وزير الخارجية الامريكى كولين باول تحدث هاتفيا صباح الثلاثاء مع الرئيس مشرف وواصل معه بحث سبل مكافحة الإرهاب وسبل تخفيف التوتر الحالي بين الهندوباكستان. وقال المتحدث ان الرئيس مشرف قد أوضح في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني أنه وباكستان يرفضان الإرهاب بكل أشكاله وصوره. وأضاف المتحدث إننا نتوقع من الحكومة الباكستانية أن تواصل التحرك ضد التنظيمات الإرهابية لأن خطر هذه التنظيمات يهدد باكستان نفسها والدول المجاورة لها. وأشار المتحدث الى أن الادارة الامريكية تعلم أن الرئيس مشرف يعتزم القاء خطاب في الأيام القادمة سيعلن فيه أفكاره للشعب الباكستاني عن النهج الذي تحتاج البلاد الى اتباعه . وقال إننا نتطلع الى السماع من مشرف في هذا الخطاب.