نيودلهي، بروكسيل - رويترز، أ ف ب - قال مساعد وزير الخارجية الاميركي ريتشارد أرميتاج بعد محادثات مع رئيس الوزراء الهندي أتال بيهاري فاجبايي في نيودلهي أمس أن الهند "عازمة على تحاشي الحرب" مع باكستان وأن التوتر "خف قليلاً" بين البلدين حيال كشمير. وأبلغ أرميتاج الصحافيين: "يريدون الهنود أن يقف الارهاب ونحن نشاطرهم وجهة نظرهم". وأضاف: "اعتقد أن الحكومة الهندية عازمة على تحاشي الحرب"، مذكراً بأن الرئيس الباكستاني برويز مشرف أعرب له أيضاً عن "رغبته في تحاشي اندلاع حرب ... ولكنه لم يقدم أي وعود". وأكد وزير الخارجية الهندي جاسوانت سينغ في ختام اجتماع مع أرميتاج أن "لا خيار سوى خيار السلام ... وأننا ملتزمون تماماً بالتقدم على طريق السلام ... وعلينا القيام بذلك". ووصل أرميتاج الى نيودلهي قادماً من إسلام آباد حيث أجرى محادثات مع مشرف وصفها بأنها "أساس طيب جداً" لجهود إبعاد الجارتين عن حافة الحرب. ودعا الرئيس فلاديمير بوتين باكستان الى "وضع حد للنشاطات الارهابية" التي تستهدف الهند وكشمير انطلاقاً من أراضيها. وقال للصحافيين في ختام قمة منظمة شانغهاي للتعاون في سان بطرسبورغ "إذا نظرنا إلى جذور الارهاب، علينا قبل أي شيء أن نطلب من باكستان وضع حد للنشاطات الارهابية وبذل كل ما في وسعنا حتى يصبح المجتمع الباكستاني شفافاً وديموقراطياً". وأعلنت الخارجية الهندية أن الرئيس الباكستاني أقر بضرورة التحرك على المدى الطويل ضد الناشطين الاسلاميين في كشمير. وقالت الناطقة باسم الخارجية نيروباما راو إن "الرئيس مشرف قال بوضوح للاميركيين إن وقف عمليات التسلل عبر خط المراقبة يتطلب عملاً دائماً". وقالت: "عندما نصبح واثقين من أن تعهدات مشرف طبقت، سنتخذ التدابير اللازمة" لخفض التوتر، من دون توضيحات إضافية. وفيما أعلن أن زيارة وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد الى جنوب آسيا تأجلت "لحوالى يومين" حتى يتمكن قبل ذلك من زيارة بعض دول الخليج العربية، أعلن رئيس أركان الجيوش الاميركية ريتشارد مايرز أن العسكريين الاميركيين تلقوا الامر لوضع خطط من أجل حماية القوات الاميركية في باكستان في حال نشوب حرب مع الهند. وأوضح في مؤتمر صحافي على هامش اجتماع وزراء دفاع الحلف الاطلسي في بروكسيل: "طلبنا من قائد القيادة المركزية الجنرال تومي فرانكس وقائد منطقة الاطلسي الاميرال توماس فارغو درس شروط حماية القوات ووضع خطط". وقال إن "الوضع على الحدود بين البلدين لا يزال على حاله كما كان خلال الاسابيع الماضية". وأضاف: "في حال اندلعت معارك يجب توافر خطط لما ينبغي فعله". وينتشر نحو 1100 جندي أميركي في ثلاث قواعد عسكرية في باكستان لتأمين دعم العمليات العسكرية الاميركية في أفغانستان المجاورة. من جهة أخرى، أعلن الجنرال مايرز أن لا علم له بخطط لقيام قوات أميركية بدوريات على طول خط المراقبة الفاصل بين الجيشين الهنديوالباكستاني في كشمير. لكن الصحف البريطانية نقلت عن وزير الدفاع البريطاني جيف هون أن مسألة هذه القوة الدولية أصبحت أكثر إلحاحاً. ميدانياً، قتل أربعة أشخاص وجرح ثمانية آخرون أمس في الجانب الباكستاني من كشمير خلال قصف هندي للقسم الجنوبي لخط المراقبة الذي يفصل بين كشمير الهندية وكشمير الباكستانية. وتحطمت طائرة حربية هندية من طراز "ميغ-27" في سريناغار، العاصمة الصيفية لكشمير الهندية، بسبب "خلل فني" وأصيب قائدها بجروح خفيفة. وأوضح مسؤول في الشرطة أن الطائرة التي لم يكن فيها سوى قائدها، تحطمت قرب الجزء العسكري من مطار سريناغار الرئيسي. وأوضح أن "قائد الطائرة قفز منها قبل أن تتحطم على المدرج". استقالة عبد الستار الى ذلك، طلب وزير الخارجية الباكستاني عبدالستار عزيز من مشرف إعفاءه من مهماته لاسباب صحية. وأعلن الناطق باسم الوزارة عزيز احمد خان أن الوزير الذي عين في منصبه بعد الانقلاب العسكري الذي قام به مشرف في تشرين الاول اكتوبر 1999 "خضع أخيراً لجراحة في الانف وهو يتابع علاجاً".