رحل محمد عن هذه الدنيا الفانية ولم يبلغ العشرين بعد.. رحل في الوقت الذي يحارب فيه والده عدواً لا يرحم أزهق أرواح الأبرياء لا يفرق بين صغير وكبير. هذا العدو هو حوادث المرور التي يسعى الفريق أسعد عبدالكريم للقضاء عليه للإبقاء على هذه الزهور المتفتحة من شباب وطننا الغالي..، ففي كل يوم يشاهد فيه حادثاً أو يسمع عنه ويتفطر قلبه ألماً على أي متوفى أو مصاباً فيه، وفي نفس الوقت يزداد إصراراً لمحاربة هذا العدو. وهو على هذا النهج منذ توليه مهام الأمن العام، فما أن انتهت الحملة الأولى حتى بدأت الحملة الثانية التي كان هدفها القضاء على السرعة فكانت تحت مسمى (حتى لا تروح الروح). ولكن كان للقضاء والقدر معه موقف في هذه الحملة فيختار الله سبحانه وتعالى فلذة كبده وتقتضي حكمته بأن يرحل عنه ابنه أثناء هذه الحملة ويغتاله هذا العدو، ويرحل الابن البار ليترك حسرة في قلب والده، ولكن المؤمن يردد عند المصائب «إنا لله وإنا إليه راجعون»، وهذا هو أسعد عبدالكريم المؤمن الصابر الذي ندعو له من كل قلوبنا بأن يلهمه الله الصبر والسلوان ويسكن محمداً فسيح جناته.