الفريق أسعد بن عبدالكريم الفريح، كانت تقلقه الحوادث المرورية وتقض مضجعه، كان هاجسه الحد من الحوادث المرورية بل ان يشاهد سيارات بلا حوادث. الحوادث المرورية: كدرت سعادة الفريق أسعد، إذ يموت من جرائها شباب في عز شبابهم، وتتكسر أغصان ندية، وتذبل زهور فواحة، عبر هذه الحوادث، وتيتم أطفال، وترمل نساء، وتفجع آباء. ولكم اغتالت فرحة الفريح! وذلك بوصفه مدير الأمن العام، فجاءت الحملة الإعلامية الأمنية الشاملة الثانية تحمل عنوان «حتى لاتروح الروح» بعد أن حققت الحملة الأولى نجاحاتها. وأثناء هذه الحملة تروح روح محمد نجل مدير الأمن العام ويغتال الموت هذا الشاب عبر حادث مروري مؤلم. لقد رحل الشاب محمد وترك أماً ثكلى ووالداً يتجمل بالصبر وأخاً فقد عضده وأختين مكلومتين. آه منك ياحوادث المرور! هاهو محمد يرحل وهو يبني لبنات مستقبله وأمامه أحلام كثيرة رحل دون أن يكمل اللبنات أو يحقق تلك الأحلام! هاهو محمد غصن لم يورق وزهرة لم تتفتح وكوكب أفل قبل أن يشرق. يا لهفي على شباب صرعتهم الحوادث.. يا لهفي على أغصان هصرت قبل ان تورق وكواكب أفلت قبل أن تشرق وثمار اجتنتها يد الحوادث. وإذا المنية أنشبت أظفارها ألفيت كل تميمة لاتنفع عاد محمد من الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد الأحداث الأخيرة ليلقى حتفه في بلد الأمن والأمان عبر حادث مروري. من لم يمت بالسيف مات بغيره تعددت الأسباب والموت واحد وكأني بالفريق أسعد يتمثل قول ابن الرومي: بني الذي أهدته كفاي للثرى فيا عزة المهدى وياحسرة المهدي وكأني به يقول لابنه: ما أنصفتك دموعي وهي دامية ولا وفى القلب مني وهو يحترق ومحمد هو الابن الأكبر لأبي محمد، لقد كان يؤمل فيه الكثير لكنه قضاء الله ولا راد لقضائه. فكأني بأبي محمد يتمثل قول أبي الحسن التهامي: إني وترت بصارم ذي رونق أعددته لطلابة الأوتار والنفس ان رضيت بذلك أو أبت منقادة بأزمة المقدار أسعد الفريح حبس دموعه في مآقيه شفقة بنفسه وبالمحيطين به. وبعد عيد الفطر السعيد، اغتالت يد المنون نجله محمداً فأصبح المهنؤون معزين، فلله الأمر من قبل ومن بعد، والفريق أسعد الذي نعرفه من خلال عمله رجلا متفانيا منذ ان كان مدير عام الجوازات إلى أن أصبح مديراً للأمن العام أبداً لم أقابله ولم أتحدث معه قط لكن أعماله هي التي تتحدث. رحم الله الابن محمداً وبارك في والده وفي الباقين.