عندما وصلني نبأ وفاة «سامي العجلان» النجل الأكبر للعقيد سليمان العجلان مدير مرور منطقة القصيم إثر حادث مروري تذكرت على الفور وفاة النجل الأكبر للفريق أسعد الفريح مدير الأمن العام قبل عام وإثر حادث مروري أيضاً. ذلك أن الفريق أسعد رجل أمن، بل هو مدير الأمن العام تقلقه الحوادث المرورية، وتروح روح ابنه محمد أثناء الحملة الإعلامية الأمنية الشاملة الثانية «حتى لا تروح الروح». والعقيد سليمان العجلان هو الآخر رجل أمن، ومدير مرور منطقة القصيم ويفجع بوفاة ابنه إثر حادث مروري!!.. وكل ذلك بقضاء الله وقدره. العقيد سليمان العجلان تكدرُ صفو حياته الحوادث المرورية ويسعى جاهداً للحد منها، ويتألم دائماً لمشاهدة الحوادث المرورية، ثم تغتال المنية فلذة كبده ومجاجة قلبه في حادث مروري مروِّع..! آه يا حوادث المرور كم أخذت من غال وعزيز..! إيه أبا سامي وأنت رجل المرور الأول في منطقة القصيم تفقد ابنك في المنطقة ذاتها بحادث مروري!! يحار الطبيب ويقف محتاراً أمام ابنه المريض لا يستطيع إنقاذه، بل لا يستطيع شفاء نفسه إذا مرض..! إذ كل شيء بيد الله سبحانه. وفي أحلك الظروف وأصعبها تظل البسمة مرتسمة على محيّا أبي سامي طاوياً هم الحزن وألم الفراق «لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق»، هذا هو أبو سامي يتميز بطلاقة الوجه حتى في المواقف الصعبة ولا تفارق الابتسامة محيَّاه يدافع دواعي الحزن بدواعي الصبر، ولا أجمل من الصبر ولا أحلى من الرضاء بقضاء الله وقدره. أجل: يفقد الإنسان فلذة كبده وقرة عينه، فينعم بنعيم الصبر، وحلاوة الإيمان. ويرحل الابن سامي في ريعان شبابه، وفي المرحلة الجامعية من دراسته، ويدفن الأب أعماق حزنه في أعماق قلبه. سليمان العجلان.. رجل يغمرك بحسن خلقه وبساطته تجمعك به مناسبة من المناسبات وتظنها علاقة عابرة ثم بعد ذلك تكون صداقة دائمة.. أبو سامي يأسرك فيه حبه للناس، وحب الناس له. وكم قابل من الآباء الذين فقدوا أبناءهم في حوادث مرورية، وبقيت مشاعرهم وأحزانهم تتساوى مع أحزانه ومشاعره. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته.. والمحن دائماً تعالج بالصبر كما ان المنح تعالج بالشكر ولقد سوَّى الله بين البرية في ورود حوض المنية، ولله ما أخذ ولله ما أعطى. رحم الله الابن سامي وبارك في والده وفي الباقين وعوّضهم خيراً.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.