تستعد المملكة العربية السعودية لاحتضان الاجتماع الكوني لقادة مجموعة العشرين والذي سيكون ولأول مرة افتراضياً في تاريخ المجموعة, السعودية التي ستقيم كذلك ملتقى مهماً حول الذكاء الاصطناعي تعد من أكثر البلدان تقدماً عالمياً على مستوى تطور الجانب السيبراني، حيث تحتل المركز الأول عربياً وال13 عالمياً حسب مؤشر الأممالمتحدة للأمن السيبرائي وهو ما يعد مؤشراً واحداً لنجاح هذا المحفل العالمي بمشاركة قادة الدول العشرين، كما أن الخبرات السعودية لها تجاربها المنيرة في المجال لعل آخرها إنجاح القمة المنعقدة افتراضياً في 26 مارس 2020 تفاعلاً مع أزمة كورونا السعودية ومن خلال رؤيتها 2030 والتي تراهن على الذكاء الاصطناعي كبوابة لمنافسة القوى العالمية في المجال من ناحية وللدخول إلى مستقبل العالم المتطور من ناحية أخرى كل هذا وغيره يبشِّر بقمة استثنائية تسجل في ذاكرة وتاريخ المجموعة بحول الله. السعودية ومنذ استلامها لمشعل رئاسة مجموعة العشرين في غرة ديسمبر 2019 انطلقت رسمياً بالإعداد لقمة نوفمبر 2020 وفي الحقيقة هي مستعدة لهذا الحدث وغيره من قبل ذلك لوجستياً وتقنياً وكذلك على مستوى بناء التصورات والرؤى الثورية، وللتذكير فإن مجموعة العشرين التي تكوَّنت سنة 1999 على هامش قمة مجموعة الثمانية وتحديداً على أثر اجتماعات وزراء المالية على أثر نقاشات حول المسألة التنموية ولتركيزها سنة 2008 تم الاتفاق على أن تتكون من دول مجموعة الثمانية وهي الولاياتالمتحدة واليابان وألمانيا وروسيا وإيطاليا والمملكة المتحدة وفرنسا وكندا مع 11 دولة صارت تمثِّل ثقلاً اقتصادياً عالمياً وهي السعودية والصين وأستراليا وكوريا الجنوبية والهند وجنوب إفريقيا والبرازيل والمكسيك والأرجنتين وإندونيسيا، بالإضافة لكيانات دولية كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومؤسسة بريتون وودز ضيوف دائمين للمجموعة إضافة إلى تمثيل الإتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية. ومعلوم أن خلال رئاسة السعودية لهذه المجموعة شهدت حضوراً أقوى على مستوى الإسهام الدولي وخاصة خلال جائحة كورونا، حيث كان الاجتماع التاريخي الافتراضي للمجموعة في 26 مارس 2020 علامة فارقة في تاريخ المجموعة من خلال حزمة إجراءات لمجابهة كورونا منها مساعدات مالية مهمة للمنظمة العالمية للصحة ومساعدة الدول الأشد فقراً على التصدي لآثار الجائحة، وعلى سبيل الذكر إقرار مساعدات بقيمة 21 مليار دولار لجهود البحث والتطوير للقاحات كورونا من خلال دعم جهود منظمة الصحة العالمية مع التعهد بسد فجوة مالية لمكافحة الوباء تقدَّر ب8 مليارات دولار، علماً أن السعودية البلد المترئس للمجموعة خلال هذه الدورة قدمت 500 مليون دولار لدعم جهود مكافحة كورونا منها 150 مليون دولار لدعم تحلف التأهب الوبائي و150 مليون دولار للتحالف العالمي لمكافحة كورونا و200 مليون دولار للمنظمات والبرامج الإقليمية ذات الشأن المتصل بمقاومة كورونا. هذا وتعتبر السعودية التي نجحت في تحدي رئاسة المجموعة حتى قبل أوان تقييم أدائها بنهاية المدة من خلال نجاحاتها الميدانية وحسن إدارتها لشأن المجموعة في ظرف يصعب أن تركز فيه دولة على إنجاح حضورها في كيان دولي بهذه الضخامة والكونية وخطر جائحة كورونا يدق باب الجميع. السعودية التي تستقبل القمة عدد 15 في تاريخ المجموعة والأولى في تاريخها والثانية في منطقة الشرق الأوسط تستعد لانعقاد القمة التي ستكون تحت عنوان اغتنام فرص القرن 21 للجميع ومحاورها تمكين الإنسان أولاً، والحفاظ على الكوكب ثانياً، وتشكيل آفاق جديدة ثالثاً، هذا وقد قدمت كبرامج إعدادية أكثر من 100 اجتماع منها الوزارية وما يشمل مسؤولين رسميين وممثلي مجموعات التواصل وعلى ذكر مجموعات التواصل والتي هي لجان تفكير قطاعية غايتها التأسيس النظري وتعميق الفكر وبناء بدائل اقتصادية وتنموية واجتماعية وهي مجموعة الفكر ومجموعة ومجموعة الأعمال ومجموعة الشباب ومجموعة العمال, ومجموعة المجتمع المدني ومجموعة المرأة ومجموعة المجتمع الحضري كانت رياض السعودية وستبقى جديرة بهذه النجاحات وأكثر وهي التي تحولت إلى قطب عالي الشأن كونياً ورقم وازن في المعادلة الدولية بفضل القيادة الرشيدة والتخطيط الإستراتيجي الحكيم.