لم تكن التحديات الكونية الكبرى الناجمة عن تأثيرات كورونا والمشهد الجيوسياسي المضطرب عالمياً ليخفف من سرعة ونسق التنمية الذي تشهده السعودية من خلال رؤيتها 2030وبحكم كونها من الكيانات العملاقة من حيث مكانتها وسمعتها وحجم إسهامها في المشهد الدولي لم يكن غريباً ولا مثيراً للعجب استلامها لمشعل رئاسة مجموعة العشرين منذ غرة ديسمبر 2019 وهو ما يعني تكليفها رسمياً بالإعداد لقمة نوفمبر 2020، وللتذكير فإن مجموعة العشرين التي تكونت سنة 1999 على هامش قمة مجموعة الثمانية وتحديداً على إثر اجتماعات وزراء المالية وما تمخضت عنه من نقاشات حول الشأن الاقتصادي والاجتماعي والتنموي ولتركيزها سنة 2008 تم الاتفاق على أن تضم دول مجموعة الثمانية مع 11 دولة صاعدة في اقتصادياتها زيادة على الاتحاد الأوروبي كما يعد كل من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومؤسسة بريتون وودز ضيوفا دائمين للمجموعة ولوعدنا للتشكيلة التفصيلية لمجموعة العشرين نجدها تتكون من السعودية كدولة رئيسة حالياً والولايات المتحدة وروسيا والمملكة المتحدة واليابان وألمانيا وفرنسا والصين وكندا وأستراليا والأرجنتين وكوريا الجنوبية وإيطاليا والمكسيك والهند والبرازيل وإندونيسيا وجنوب أفريقيا إضافة إلى تمثيل الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية، ومعلوم أنه خلال رئاسة السعودية لهذه المجموعة شهدت حضوراً أقوى على مستوى الإسهام الدولي وخاصة خلال جائحة كورونا حيث كان الاجتماع التاريخي الافتراضي للمجموعة في 26 مارس 2020 علامة فارقة في تاريخ المجموعة من خلال حزمة إجراءات لمجابهة كورونا منها مساعدات مالية هامة للمنظمة العالمية للصحة ومساعدة الدول الأشد فقراً على التصدي لآثار الجائحة. هذا وتعتبر السعودية التي نجحت في تحدي رئاسة المجموعة حتى قبل أوان تقييم أدائها بنهاية المدة من خلال نجاحاتها الميدانية وحسن إدارتها لشأن المجموعة في ظرف يصعب أن تركز فيه دولة على إنجاح حضورها في كيان دولي بهذه الضخامة والكونية وخطر جائحة كورونا يدق باب الجميع. السعودية التي تستقبل القمة عدد 15في تاريخ المجموعة والأولى في تاريخها والثانية في منطقة الشرق الأوسط تستعد لانعقاد القمة التي ستكون تحت عنوان اغتنام فرص القرن 21 للجميع ومحاورها تمكين الإنسان أولاً والحفاظ على الكوكب ثانياً وتشكيل آفاق جديدة ثالثاً وفي برنامج الاستعداد أكثر من 100 اجتماع منها الوزارية وما يشمل مسؤولين رسميين وممثلي مجموعات التواصل وعلى ذكر مجموعات التواصل والتي هي لجان تفكير قطاعية غايتها التأسيس النظري وتعميق الفكر وبناء بدائل اقتصادية وتنموية واجتماعية T20ومجموعة الفكر B20 ومجموعة الأعمال Y20وهي مجموعة الشباب L20 ومجموعة العمال C20، ومجموعة المجتمع المدني W 20ومجموعة المرأة S20 ومجموعة العلوم U20 ومجموعة المجتمع الحضري. وحتى يتم إنجاح هذه المحطة يستعد منتدى الرياض الاقتصادي هذا الكيان الاقتصادي الذي ولد كبيراً وتمكن من إنجاح دورته التاسعة بامتياز للانعقاد افتراضياً من خلال تسع ندوات، خمس منها تم تقديمها خلال الدورة التاسعة لمنتدى بالرياض T20 وأربع سيتم الإسهام بها في منتدى الفكر. وستكون محاورها بالنسبة للخمس ندوات المقدمة في الحلقة التاسعة للمنتدى وظائف المستقبل في المملكة أولاً والقطاع الربحي وأثره ثانيا والإصلاحات المالية العامة للمملكة ثالثاً والهجرة العكسية في المملكة رابعاً والمشاكل البيئية وأثرها التنموية خامساً، فيما ستكون محاور الندوات الأربع التي ستقدم خلال المنتدى المذكور التغطية الصحية الشاملة أولاً والتجارة الخارجية ثانياً والتنوع الاقتصادي ثالثاً والأمن الغذائي رابعاً. هذه الندوات التي سيؤثثها متدخلون ورؤساء جلسات ومعقبون من خيرة الخبرات التي تفخر بها المملكة تعطي الدرس في كيفية إنجاح مهمة دولية بهذا الحجم إذا ما علمنا أن هذه المجموعة تقدم 80 بالمائة من الناتج الخام للمعمورة وتمثل 65 بالمائة من سكان العالم كانت رياض السعودية وستبقى جديرة بها وأكثر وهي التي استلمت المشعل من طوكيو ورفعته عالياً مما يصعب المهمة أمام باري الإيطالية التي ستستلم منها..