نظمت المملكة 28 اجتماعا افتراضيا لقيادة التحرك العالمي لمواجهة أزمة كورونا على مدى الاشهر الماضية، وذلك بفضل التقنيات الحديثة، انطلاقا من رئاستها لقمة العشرين العام الحالى، وجاء في صدارة هذه الاجتماعات القمة التى دعا لها خادم الحرمين الشريفين قادة مجموعة العشرين، والتى أقرت 7 ترليونات دولار لمواجهة كورونا، وتبعها سلسلة من الاجتماعات لوزراء المالية والتجارة والصحة والجمارك، التى اقرت تفاصيل المواجهة بما يضمن تدفق والسلع والخدمات وصولا الى اعتماد 8 مليار دولار لانتاج اللقاح المناسب لمواجهة الفيروس مؤخرا. وتتزامن رئاسة المملكة لقمة العشرين مع مرور العالم بواحد من أكبر التحديات ذات الطابع الشامل منذ عقود بتحول فيروس كورونا المستجد لجائحة عالمية، وعلى الفور تحوّلت أولويّات المملكة من صب جام جهودها في مضمار التنظيم وتوفير سُبل الراحة للضيوف، إلى اللجوء للتقنية للمضي قدمًا في استضافة اجتماعات العشرين، وتنظيمها افتراضيًا عبر التكنولوجيا الرقمية، ودشنت القمة الاستثنائية التي دعا إلى الملك سلمان بن عبدالعزيز دول مجموعة العشرين في مارس الماضي لسلسلة من الاجتماعات الافتراضية لوزراء دول المجموعة، وصلت إلى ما يزيد عن 28 اجتماعًا افتراضيًا، فيما استطاعت البنية الرقمية السعودية أن تبرهن على جاهزيتها للتكيّف مع أية ظروف طارئة، وتعكس بُعد نظر القيادة التي تبنّت توجُهًا عامًا منذ سنوات للاستثمار في التقنية، وكأنما كانت تستشرف أنها ستكون المخرج من أي مأزق مستقبلي. وتمكنت المملكة على مدار السنوات القليلة الماضية من حسن استغلال التقنيات الحديثة، وشهد العام الماضى تسمية مدينة الرياض أول عاصمة رقمية عربية لعام 2020، بمعرفة مجلس وزراء الاتصال العرب، وفي أغسطس من العام ذاته، دُشنت الهيئة السعودية للبيانات وا لذكاء الاصطناعي، معلنة عصر جديد للعناية بالبيانات، وبالتالى لا يشكل نجاح المملكة في إدارة مشهد قمة العشرين تقنيًا سوى حصاد لجهود عديدة وتراكم خبرات وظفت لاحقًا في موضعها الصحيح. وفى ظل ضغوط كورونا، أعلنت وزارة الصحة الشهر الحالى عن تدشين تطبيق إلكتروني جديد باسم «تطمن»، يستهدف خدمة المواطنين والمقيمين في المملكة على حد سواء، خاصة القابعين في الحجر الصحي المنزلي أو داخل المنشآت الصحية، وأصبحت المنصات الإلكترونية والتطبيقات أداة ملائمة لبث الوعي وحث المواطنين على سلوكيات الوقاية كالتباعد الاجتماعي، مما يعزز من أهمية التقنيات بوصفها ضروريات وركائز في التعاون اليومي وليست رفاهيات مرتبط استخدامها بصناعة الترفيه.