حينما جاءت معظم توقعات الرياضيين في إنجلترا قبل بداية الموسم الرياضي 2019 - 2020 للدوري الإنجليزي الممتاز «البريميرليغ» على الفرق التي من الممكن هبوطها في نهاية الموسم الرياضي الحالي، وجميعهم اتفقوا على هبوط فريق شيفيلد يونايتد الإنجليزي الذي يملكه السعودي الأمير عبدالله بن مساعد، وجاءت الأسباب لحداثة فريق شيفيلد في الدوري الإنجليزي الممتاز بشكله الجديد وانعدام الخبرة في الدوري الإنجليزي الممتاز، وكذلك عدم جلب لاعبين أجانب سوبر ستار وبقاء نفس المدرب بنهجه التكتيكي ذي الصبغة الإنجليزية، وهذه النظرة الإنجليزية الصارمة التي لا تعرف المجاملة، لكن بعد مضي خمس وثلاثين جولة على الدوري الإنجليزي، فاجأ فريق شيفيلد الجميع وطبق المقولة العامية «جاء يطل.. فغلب الكل»، حينما احتل فريق شيفيلد يونايتد الإنجليزي في المركز السادس وبرصيد (54 نقطة) من جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، وبالتالي يكون فريق شيفيلد قد قاب قوسين أو أدنى للتأهل إلى البطولات الأوروبية بسبب مركزه المتقدم في سلم الترتيب، مما أدهش المتابعين الإنجليز عن تميز هذا الفريق الجميل، وخاصة لما تفوّق على أندية لندن ولم يخسر منها، وكان ذلك بلغة الأرقام التي يؤمن بها الإنجليز، بحيث فاز في آخر ثلاث جولات على الفرق التالية «ولفرهامبتون، توتنهام، تشيليسي» وأخذ تسع نقاط كاملة منها، ولكن هزيمة توتنهام الذي يقوده المدرب الكبير مورينهو بثلاثة أهداف، وكذلك سحق فريق تشيليسي العريق بقيادة مدربه لامبارد والفريق الذي يحتل المركز الثالث في سلم الترتيب بثلاثية نظيفة، كانت حديث الشارع الإنجليزي بحيث عززت من موقعه في الدوري الإنجليزي. هذا الفريق الإنجليزي الذي كان بصناعة سعودية «Made in Saudi Arabia» وبملكية سعودية، بحيث نجح الأمير عبدالله بن مساعد من إعادة هذا الفريق العريق من الدرجة الثانية إلى البريميرليغ، حينما بدأ بتملك بنسبة 50 % من أسهم النادي في عام 2013م، ثم تمكن من الاستحواذ على النادي بنسبة 100 % في شهر سبتمبر الماضي من عام 2019م في حكم أصدرته المحكمة البريطانية العليا بعد نزاع قضائي طويل مع رجل الأعمال الإنجليزي كيفين مكابي، كانتصار كبير لرجل الاستثمار الرياضي والخبير الأمير عبدالله بن مساعد، وبالتالي هذا التميز الذي يراه المتابعون الرياضيون ليس غريباً على فريق شيفيلد الإنجليزي بسبب العمل الكبير والتدرج في الطموح والصبر على الفريق، وكذلك الاستقرار الإداري والفني، بحيث يقود الفريق مدرب متمكن مستمر مع الفريق منذ سنوات طويلة، وكذلك الاستثمار في لاعبين مميزين بتكلفة أقل، والجدير بالذكر أن فريق شيفيلد الإنجليزي لم يستقطب لاعبين أجانب سوبر ستار سواء في الميركاتو الصيفي أو الميركاتو الشتوي كدلالة على ثقة الفريق في اللاعبين الموجودين مع الفريق منذ سنوات وعدم إرهاق ميزانية النادي وتحمل أعباء مالية كبيرة والتزامات مالية، فقد عُرف عن الأمير عبدالله بن مساعد إيمانه الكبير بالعمل المؤسساتي وامتلاكه لفكر الاستثمار في الرياضة، وقد وجد أرضًا خصبة - بكل تأكيد- للاستثمار الرياضي في دولة مهد كرة القدم «إنجلترا»، حينما أثبت لنا أن كرة القدم تدار بالعقل وليس بالمال، فهنيئًا لنا بفريق شيفيلد يونايتد الإنجليزي الذي أحرج كبار الدوري الإنجليزي بأقل الإمكانات وبصمت ودون ضجيج.