من الطبيعي أن يكون اتحاد كرة القدم في الواجهة على الدوام من خلال الأحداث الرياضية المتسارعة والمنافسات المتنوعة التي تتسابق الأندية للظفر بها، وقبل أن يدلف أي مسؤول للمقر الأكثر جدلاً يدرك تماماً بأن الانتقادات ستحاصره لأنه فقط يعمل في «اتحاد كرة القدم السعودي»، وربما يكون التاريخ قد أثبت لنا بالشواهد بأن وجود مجلس إدارة لاتحاد الكرة يجمع عليه الرياضيون بمختلف أطيافهم هو من سابع المستحيلات! فالتجارب أكدت لنا أن الاتحاد القادر على التصدي لجميع اللكمات والكلمات الموجعة من كل اتجاه، والسير بمنظومة العمل بصورة متوازنة نوعًا ما.. هو الاتحاد المتماسك والأطول عمرًا! في الغالب كان التعاطي مع اتحاد كرة القدم بلغة حادة نظير العمل المهزوز والهزيل من لجانه، وكان المجتمع الرياضي يشن غضبه على أغلب الاتحادات ويبدأ بسرد المواقف والقرارات المتباينة، وأتوقع أن المشهد لن يتغير في حال استمرار الفوضوية والاجتهادات داخل اللجان بالتحديد! ولكن في الأسابيع الماضية ظهر الاتحاد بثوب مختلف وقام بجهود رائعة وكان الحراك مثمراً بعد قرار رفع تعليق النشاط الرياضي، وأسهمت جهوده في حل معظم مشاكل الأندية.. كما كان الاتحاد واضحاً في قراراته فيما يخص استئناف الموسم، إضافة لتبيان عدد اللاعبين الأجانب للموسم المقبل. كل هذه التحركات الإيجابية تدعو للتفاؤل داخل أروقة الاتحاد بقيادة الأستاذ «ياسر المسحل»، وكما كانت لنا انتقادات حادة في فترات مضت، يستحق الاتحاد أن نقول له «شكرًا» على ما قاموا به في أصعب المراحل لإعادة المنافسات والتغلب على الظروف الراهنة، ونأمل أن يكون ذلك دافعاً لتقديم الأفضل في المستقبل ليكون اتحادنا نموذجًا رياضيًا للعمل المتقن والمؤسسي.