غادر السيد «قصي الفواز» المشهد الرياضي، ترك الكرسي الساخن، كتب ورقة الاستقالة، وخرج سريعاً قبل أن يكمل حتى الموسم الرياضي، بررها بظروفه العملية، سنحاول أن نصدق ذلك، أو على الأقل ننسى ذلك التبرير أو نتناساه، رغم صعوبة الأمر، ذات الحال ينطبق على تجربة «الفواز» ومرحلة الاتحاد معه، من الصعب أن يمحوها التاريخ من ذاكرته، والمستحيل أن يفقد التاريخ ذاكرته، ففي عهد رئاسته لاتحاد كرة القدم، أحاول أن أستذكر بعض القرارات الإيجابية أو الإنجازات أو العمل المثمر والمنظم ولكن للأسف لا أستطيع، كانت الفوضى والعشوائية هي السائدة! البداية كانت مهزوزة.. مرتعشة.. بعد التردد حول قرار تأجيل مباريات الدوري والكأس خلال مشاركة المنتخب السعودي في نهائيات كأس آسيا، واستمر الجدل طويلاً لعدم وجود اتحاد صارم يقرر الأنسب لمنتخب الوطن دون اللجوء للأندية والاستماع للرأي العام في قرارات مصيرية! تبعها مشاركة خجولة للمنتخب الوطني قاريًا، ومنها غادر مبكراً، وردد الجميع للأسف السعوديون مروا سريعاً من هنا، وتلتها ملفات ساخنة فشل فيها اتحاد القدم فشلاً ذريعاً، ودخل في مناسبات مختلفة طرفاً في صراعات مع عدة أندية ليتشكل الوجه الشاحب للاتحاد الذي تسبب في اهتزاز مقعد الرئيس سريعاً! وبذلك نعود إلى نقطة الصفر والتي انطلق منها السيد «الفواز»، ونؤكد أن «التزكية» كانت تجربة غير موفقة، وتسببت في عمل مهزوز بمنظومة كرة القدم السعودية، وأفرزت نتائج سلبية على الأصعدة كافة نال المنتخب نصيبه منها، فيما أخذت اللجان والمسابقات النصيب الأكبر مما انعكس سلبياً على تعاطي المجتمع الرياضي مع الأحداث كافة، وارتفع مستوى اللغط الجماهيري والإعلامي. ثمة مطالبات بسيطة يطالب بها المشجع الرياضي البسيط، والمتابع العاشق لكرة القدم، والإعلامي المتلهف لرؤية منافسة ممتعة، تلك المطالبات في الوقت الراهن تتلخص في اتحاد قوي يسير شؤون اللعبة، ويفرض النظام ويطبق اللوائح على الجميع ويتابع عمل اللجان بدقة، حتى ينهي الموسم الرياضي على أكمل وجه، على أن يكمل إجراءات انعقاد الجمعية العمومية لانتخاب الرئيس القادم. المؤسف أن السيد «لؤي السبيعي» بعد إسناد مهام «الرئيس» له مؤخراً.. ظهر فضائياً خلال 48 ساعة، وكان المنتظر أن يكون حديثه الأول عن المرحلة الماضية التي كان فيها هو الرجل الثاني، للإجابة عن التساؤلات الغامضة كافة، التي أثارت الرياضيين، وتسببت في كل هذا الجدل، ولكنه فضل تجاهل ذلك منتقلاً إلى مرحلته التي تحدث عنها بإسهاب، ولم يكتفِ بذلك بل استعرض أحلامه التي سيحققها في اتحاد يقوده لمدة أسابيع بالتكليف!! الواقع الحالي في هذا الاتحاد، بعد الاستقالات المتتالية من الأعضاء دون تبيان الدوافع الحقيقية، ولقاء عمل بعض اللجان غير المرضي، يجبرنا على مسابقة الزمن لانعقاد الجمعية العمومية لانتخاب الرئيس القادم، على أن تكون الأسابيع المقبلة عنوانها الترقب والتخوف من الاتحاد ولجانه حتى بعد استقالة الرئيس!