معلومة قد يتغافل عنها البعض وقد تغيب عن البعض الآخر وقد لا يعرفها الكثير من المتابعين للرياضة السعودية وخصوصاً متابعي ومشجعي كرة القدم.. هذه المعلومة التي تخص منتخبنا الوطني وهي أول ظهور للمنتخب السعودي بالصفة الرسمية.. في أول مباراة لمنتخبنا الوطني التي جمعته مع المنتخب اللبناني بدورة الألعاب العربية بتاريخ 18/ يناير / 1957م وانتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله.. للأسف بدأ الاهتمام بالمنتخب السعودي الأول لكرة القدم وبقية المنتخبات الوطنية على الصعيد الإعلامي والجماهيري يقل ويتلاشى.. ولا يتم التعاطي معه بشكل نموذجي ومقنّن مع بداية تطبيق النظام الاحترافي للدوري موسم 2008 - 2009 الموافق للعام الهجري 1429ه .. النظام المحترف للأندية السعودية جعل التوجه للضخ المالي الكبير نحو نجوم الأندية حتى تحول الوضع الرياضي إلى «بورصة لاعبين» ولكن بدون تقنين يضمن حق النادي وحق اللاعب على حد سواء إضافة إلى عدم وجود قانون صريح يحد من المزايدات والتداخلات بالصفاقات من أكثر من طرف .. جميع هذه المعطيات غيّبت وبشكل واضح اهتمام اتحاد القدم بالمنتخب الأول والذي انشغل طوال الفترة بمشاكل وقضايا الأندية التي تطفو غالباً على السطح كمعضلة ومشكلة يتعاطى معها الجميع سواءً إعلامياً أو جماهيرياً بأنها أم الكوارث برياضتنا.. وأنا هنا لست بصدد سرد بعض المشاكل والقضايا الاحترافية للأندية بقدر محاولتي تسليط الضوء على منتخبنا الوطني الذي يفترض أن يحوز على المساحة الأكبر من الاهتمام على كافة الأصعدة.. وإن عدنا للوراء قليلاً سنجد أن آخر منجزات منتخبنا الوطني تحقيق بطولة أمم آسيا عام 1996م وتحقيق البطولة الخليجية عام 2003 والتأهل لكأس العالم 2018 بروسيا.. منتخبنا الوطني مرَّ بعدة منعطفات كبيرة أدت لإخفاقات كبيرة أدت لمزايدات موسعة من الأندية.. جميعها اتفق على تقديم مصلحة الأندية على مصلحة المنتخب بكل أسف بدليل الغياب سنوات، بل لأكثر من عقد عن تحقيق أي منجز كبطل.. حتى التأهل لكأس العالم لم يكن منتخبنا بطلاً للقارة الصفراء.. أيضاً هناك عوامل وقرارات كثيرة أخلّت بالمنظومة الاحترافية أثّرت على نجومنا وانعكس هذا التأثير على مستويات منتخبنا الوطني خصوصاً على الصعيد القاري وهو الذي يعتبر منتخبنا سيداً للقارة وبلاعبين غير محترفين.. المنتخب الوطني يجب أن يكون ثقافة يتشرَّبها نجومنا.. الحراك نحو التصحيح والإصلاح يجب أن ينطلق من اتحاد الكرة.. الاعتماد على النجم المحترف السعودي مسؤولية اتحاد القدم والنادي.. منح الفرصة كاملة للنجم السعودي سينجب لنا نجوماً مميزين وحتى وإن كانت بولادة قيصرية متعسِّرة.. وحتى وإن كان بتقليص عدد اللاعبين المحترفين الأجانب وسن قانون لعقود اللاعبين المحليين يضمن لنا منطقية أسعار تلك العقود ويضمن موازنة لخزائن الأندية.. الدعم الحكومي لا بد أن يستغل لتحويل عمل الفئات السنية بالأندية إلى أكاديميات لصقل المواهب (السعودية) وبإشراف كوادر فنية وإدارية وطنية مؤهلة واستحداث نظام للمواليد والمجنسين على الطرق الأوروبية.. أيضاً تكاتف الجهود من الأندية بدعم الاتحاد السعودي بالكفاءات الفنية والإدارية للعمل على إيجاد منتخب قوي وبطل وعلى دوري قوي ومصنف عالمياً.. عندما تتحد القوى وتتضافر الجهود سنحقق الهدف وسنجيب على السؤال العريض (متى يكون المنتخب الوطني أولاً) ؟! قشعريرة الحقيقة المؤلمة! أول منجز وطني بتحقيق كأس آسيا كان بأقدام وأياد فنية إدارية (سعودية)! ** ** - محمد الخيبري