بدأت الأصوات في بعض اتحادات كرة القدم في القارة الآسيوية، خاصة الخليجية منها تطالب بإبعاد الاتحاد الاسترالي من منظومة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، لاعتقادهم بأن المنتخب الاسترالي الذي يمثل القارة الخامسة المأهولة لا يحق له الانضمام للعب والمشاركة في المستحقات القارية الآسيوية سواءً للمنتخبات الأسترالية على اختلاف المراحل والفئات السنية أو على الأندية الاسترالية التي تشارك في دوري أبطال آسيا لكرة القدم. ومنذ اشراك الاتحاد الاسترالي لكرة القدم لخوض غمار المنافسات كممثل جديد ضمن منظومة اتحاد دول قارة آسيا لكرة القدم عام 2006، باركت أكبر الاتحادات في القارة الآسيوية وهم كوريا واليابان والسعودية وإيران انضمام الاتحاد الاسترالي لكرة القدم، بل إن رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في ذلك الوقت الاستاذ محمد بن همام قال في تصريح سابق له بتاريخ (7-8-2006 م ) بأن اللجنة الفنية للاتحاد السعودي لكرة القدم وافقت على انضمام الاتحاد الاسترالي لكرة القدم للعائلة الكروية الآسيوية، وان اللجنة الفنية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد وافقت بالإجماع على انضمام الاتحاد الذي سيزيد القارة الآسيوية مزيداً من القوة والندية والبعد الاقتصادي المتوقع من دولة بحجم قارة استراليا . وهناك عدة أسئلة لا بد أن تطرح في ظل خروج بعض الأصوات المطالبة بطرد الاتحاد الاسترالي وعودته لاتحادات قارة أوقيانوسيا وهي: هل اكتشفت اتحادات القارة للتو بأن الاتحاد الأسترالي لا يحق له التواجد ضمن العائلة الكروية الآسيوية ؟ خاصة إذا علمت بأن الاتحاد الاسترالي لكرة القدم حينما كان متواجداً ضمن منظومة اتحاد اوقيانوسيا مسيطراً على كل البطولات، وطرف ثابت ووحيد في المقعد المؤهل لمباريات الملحق عن القارة للتأهل لكأس العالم وممثل ثابت عن نفس القارة في بطولة كأس القارات؟. هل ظهور البعبع الأصفر كبطل جديد على كافة الأصعدة كان بمثابة نذير شؤم للمنتخبات التي كانت تتقاسم كعكة السيطرة على مختلف مسابقات القارة سواءً للمنتخبات أو الأندية، ولماذا خرجت هذه الأصوات الآن بعد تحقيق المنتخب الاسترالي للقب الآسيوي. الجواب يكمن في أن هذه الاتحادات التي تطالب بإقصاء الاتحاد الاسترالي من منظومة اتحاد قارة آسيا وقفت موقف المتفرج في التطور الحاصل لمختلف الدول التي تريد تطوير رياضة كرة القدم ومواكبة التقدم المضطرد الحاصل في اللعبة، فالاتحاد السعودي لكرة القدم مثلاً كان موافقاً على انضمام المنتخب الاسترالي وقتها لأن المنتخب السعودي كان سيد القارة الأول ولا يخشى تبعات انضمام الاتحاد الاسترالي إلى القارة الصفراء من عدمه، وكان في منظوره أن المقاعد الأربعة المؤهلة لكأس العالم سيترك منها ثلاثة تتقاسم عليها البقية لحجزه إحدى المقاعد سلفاً، ولم يضرب حساباً لمنظومته الكروية التي تدهورت، وأضحت في سنوات قليلة أحد أضعف منتخبات القارة. برأيي أن تواجد المنتخب الاسترالي في القارة الآسيوية سيزيد من قوة اتحاد القارة، وستضمن القارة تواجدا مشرفا وقويا عن ممثليها في بطولات كأس العالم والقارات، فكرة القدم الآن أصبحت تمثلها الجملة الشهيرة: تعطي من يعطيها.