عرف التاريخ كثيراً من الأوبئة التي اجتاحت العالم، وأثرّت فيه، وتركت حكايات الألم، والخوف، واليأس، ترجمها الأدباء في رواياتهم، ورسمها الشعراء في أبياتهم، ذلك لأن الأديب لم يكن بمعزل عن مجتمعه الذي يعيش فيه، بل هو المرآة التي تعكس المجتمع. وتعد (الروايات) أكثر الأجناس الأدبية اهتماما بأدب الوباء، ربما لأن النص السردي أكثر تأثيراً في تجسيد الرعب و الألم، والمبالغة في وصف المشاهد وتوقف الحياة، والخوف من الانتظار.... انتظار الموت...! تستطيع الرواية بإبداع تصوير الظُلمة التي يعيشها العالم في ظل هذا الوباء. وحين انتشر فايروس «كورونا» قادماً كما قيل من ووهان الصينية، واجتاح العالم ليصل الى العالم العربي، مُحدثاً حالة من الفوضى والرعب والاحترازات استعداداً لمواجهته. في هذه الظروف استنطق الشعراءُ أقلامهم، فهي السلاحُ الوحيد الذي يملكونه، فبه يُخلِد التاريخ هذه الأحداث. فالشاعر (يحى رياني) الملقب ب(غريد جازان) أكثر من عبّر بشعره عن هذا الفايروس (كورونا) فنجده يحكي بحرقة وألم، أثر «كورونا» على (المسجد الحرام) حينما أُغلق لتطهيره من هذا الوباء إذ يقول في قصيدته (تنهيدة معتمر): كما كتب متأملاً صورة (لمريض بمرض (كورونا) يطلب من الطبيب أن يخرجه ليرى الشمس، فيقول: كما نشر المدون الموريتاني محمد ولد الشبيه، هذه الأبيات الطريفة عن الحب في في زمن ال» كورونا «: ولم يكن مستغرباً أن يعبّر الشاعر الدكتور (عائض القرني) عن هذا الوباء، إذا يقول: ولم تزل تجارب الشعراء متدفقة حول وباء «كرونا»، لتنضم الى أدب الوباء الذي يحتاج الى مزيد من الدراسات النقدية. ** ** عفراء عبدالعزيز الخطابي - محاضر بجامعة أم القرى