لقد أثبت «نظام الملالي» طغيانه في كل شيء، بدءاً من تصدير الفكر الإرهابي الطائفي، وتسليح المليشيات بالسلاح والصواريخ، وانتهاء بالانقلاب على الأنظمة الشرعية. نظام خامنئي لم يكتفِ بذلك فحسب، بل أضحى متمرساً حتى في تصدير الفيروسات والأوبئة للخارج، ففي الوقت الذي انبرى فيه المجتمع الدولي إلى التعامل الاستباقي مع فايروس كورونا المستجد للحيلولة دون انتشاره والاحتراز الوقائي منه، نجد نظام خامنئي يحوله إلى وسيلة للانتقام، مصدّراً إياه إلى خارج بلاده. والمملكة التي احترزت من اللحظة الأولى من هذا الفايروس لم تصمت على الطغيان الإيراني، إذ ندد مصدر سعودي بسلوك إيران الذي وصفه ب «غير المسؤول» لقيامها بإدخال مواطنين سعوديين إلى أراضيها، دون وضع ختم على جوازات سفرهم، في وقت تنتشر فيه الإصابة بالفايروس الغامض. ومن المؤكد أن هذا العمل الإجرامي يحمل طهران المسؤولية في التسبب في تفشي الإصابة بالفايروس وانتشاره في المنطقة باعتبار أنه ليس صدفة أن يكون انتقال العدوى في عدد من الدول الخليجية كلها من القادمين من إيران. ولتأكيد المؤكد أعلنت وزارة الصحة أمس وجود 95 مواطناً متواجدين «حتى الآن» في إيران أفصحوا عن أسمائهم. وكشف الباحث في الصحة النفسية والعامة والتاريخ بجامعة جورج واشنطن أمير أفخمي، الحالة الإيرانية وتعاملها مع انتشار فايروس كورونا عندما قال في مقالة نشرها موقع مجلة «فورين أفيرز» إن إيران واجهت كوارث وأوبئة قبل فترة طويلة من الوضع الجديد، ولكنها لم تتعلم من دروس كورونا الذي انتشر في أنحاء إيران، كان رد الحكومة غامضاً وقاصراً بشكل يثير الدهشة، إذ قلل حسن روحاني من مظاهر القلق المحلية من الوباء -على أنها هستيريا لا أساس لها- إلا أن نائباً في البرلمان عن مدينة قم اتهم الحكومة بالتستر على الأزمة. لقد انكشفت إيران أمام العالم بنشر إرهاب الفيروسات، وها هي اليوم تضيف لما تصدّره من إرهاب دموي الإرهاب الوبائي إذ تفشى الفايروس في معقل الملالي قُم، وهذا كله بسبب تكتم إيران على انتشار الفايروس فيها وعدم إعلانها عن ذلك، كما تفعل كل الدول الطبيعية، فإيران دولة معدومة الشفافية، وهناك من المعطيات ما يتضمن الحجج القانونية الدامغة التي تثبت أن إيران تُصدِّر الوباء إلى الخارج، وباتت بلا شكّ إحدى البؤر الرئيسة للفايروس خارج الصين، فقد أثبتت التقديرات الطبية أن عدد ضحايا إيران بسبب الفايروس أكبر بكثير مما تعلنه السلطات في طهران. «فيروس كورونا» كغيره من الأوبئة الفايروسية هو عابر للحدود ولا يقبل «المزايدة السياسية» إلا أن النظام في طهران بيّت النية لتصدير الفايروس المرضي إلى دول الجوار، لقد تحولت إيران إلى (بؤرة تصدير للوباء)، كما صدّرت وباءها السياسي والإرهابي والطائفي الى العالم. وخلاصة القول: إن الخمينية والخامنئية التي صدّرت الثورة والإرهاب الطائفي منذ عقود، تقوم اليوم بتصدير الأوبئة. المملكة ستستمر في الاحتراز، فيما تمضي إيران في التَّفَشِّي.