لا شك أن فقد رجل مثل عبدالمحسن بن عبدالله الهريش التميمي فقيدة على الكثير، وفقده لأنه رجل أعطاه الله سبحانه وتعالى المحبة عند الغير، كان - رحمه الله - سخيًا في ماله في فعل الخير وكان إلى جانب هذه الأعمال هو لا يرغب أن تذكر، ولم أسمعه طول 45 عامًا معرفتي له أن تكلم بأي عمل قام به، يحب الصمت وينشد ما عند الله سبحانه وتعالى، إلى جانب أن هذا الرجل الذي فقدناه يتصف بصفات نادرة، صفات التواضع والمحبة، إلى جانب أنه لا يتكلم في أي موضوع إلا فيه فائدة، وحتى إذا أراد أن يعلق على كلمة لابد أن يتحرى الفائدة منها وبالذات في الأمور الشرعية والاجتماعية والأسرة والوطن، وكان أبنائه يحفون به في كل فريضة من فرائض الصلاة عن يمينه وشماله، وكان حريصًا عليهم منذ الصغر، وبحمد الله نشأوا جميعًا على صفة وأسلوب وطريقة والدهم الغالي، له ذكر طيب في مدينة الخبر وفي المنطقة الشرقية عمومًا، هو رجل صادق في بيعه وشرائه وكان من أفضل العقارين في هذا المجال، وكنا نستأنس بحكمته ورأيه ونستشيره في كثير من الأمور التي لا يستطيع أن يحلها أحد إلا أبو إبراهيم. كان كريمًا في منزله بكل المناسبات، وكان الضيوف يتتالون عليه مرارًا، ولا شك أن ما أصابه في الفترة الأخيرة كان محتسبًا لله سبحانه وتعالى متحريًا ما عند الله من الأجر والثواب، وكان دائمًا لسانه رطب بذكر الله تعالى. الإنسان عندما يفقد مثل هذا الرجل يفقد كثيرًا من الأشياء والأمور، ولكن نؤمن بقضاء الله سبحانه وتعالى وما نقول إلا كما قال الصابرون {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. عندما أشاهد أبناءه وأحفاده أسرّ كثيرًا لأنه فعلاً استطاع بحنكته وكرم أخلاقه وثقافته وخبراته أن يُنشئ هؤلاء الأشبال نشأة صالحة، وكلهم -بإذن الله- كذلك، هم وأحفادهم وأبناؤهم. هذه الأسرة المباركة لا شك لها محبة وتقدير عندنا جميعًا وأنا بالذات لأنني أعز وأحب والدهم -رحمة الله عليه- وهذه المحبة تنتقل إلى الأبناء، ونرجو من العزيز الكريم أن يتغمد الشيخ عبدالمحسن بن عبدالله الهريش التميمي بواسع رحمته وأن يجعل الفردوس الأعلى مسكنه، وأن يلحقنا به غير مبدلين ولا مغيرين وأن يجمعنا به في جنات النعيم إنه على ذلك قدير، وأقدم أنا وإخواني وأبنائي خالص العزاء لأبنائه وأسرته الكريمة.