قيل في المثل (الخلق معادن) وقيل (الطبع قبل التطبع) والله سبحانه أعلم بخلقه ولكل امرئ ما نوى والأعمال بالنيات.. والخالة نورة الدخيل غادرت هذه الدنيا وهي مطبوعة من ربها على المحبة والمودة والرأفة والرحمة.. تؤلف القلوب وتدخل السرور على المتواصلين معها.. منذ عرفتها وهي تجمع أبناءها وأحفادها على التواصل والمحبة.. ومن نعم الله عليها أن أوجد لها الأبناء والبنات والأحفاد الطيبين الذين تجاوز عددهم الثمانين.. وكلهم يسيرون على نهجها في التواصل والألفة والمحبة.. لقد دأبت هذه الأم الحنونة على جمعهم في منزلها وألفت بين قلوبهم.. واستطاعت بحكمتها تربية الجميع على البر والتقوى كلما جاء الربيع وفي الشتاء تنصح أبناءها وأحفادها بالتجمع في أماكن الخضرة والمطر لأن الربيع يعطي النفس صفاء ويريح الأعصاب.. وهي تزرع في القلوب مبادئ الرحمة والمودة والألفة كي ترى السعادة وراحة البال تحيط بأسرتها.. سأل معاوية ابن أبي سفيان عبدالله بن عمر ما هي المروءة؟ فقال: هي تقوى الله وصلة الرحم.. والخالة نورة كما عرفتها من أتقى النساء في كل حياتها تصل أرحامها وذويها وأحفادها.. وقال أحد الحكماء: (مودة ذي القربى هي المفتاح السليم للتواصل بين القلوب). قال الله تعالى: (يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتَ الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً) رحلت الخالة نورة عن هذه الدنيا وسلمت أمرها لخالقها ومدبّر شأنها وكانت طوال حياتها تتصف بالحكمة وحسن البصيرة والتعاطف مع أقاربها ومعارفها فهي مربية حاذقة وحكيمة فائقة وأم للجميع أثمرت في بنيها وأحفادها صفاء القلوب وضياء المحبة والرأفة. تغمدها الله بواسع رحمته ومغفرته.. ونسأل الله لها الجنة.. كما نسأل الله أن يجعل في أبنائها وبناتها وأحفادها البر بها والمحافظة على مبادئها وحكمتها.. و(إنا لله وإنا إليه راجعون). * مستشار ثقافي متقاعد