الشكوى من الحكام والتحكيم لا تتوقف، معظم الأندية ترجع خسائر فرقها للتحكيم، وفي فقرات محللي أداء الحكام يتحدثون عن أخطاء عدة في كل مباراة، أخطاء كان يمكن تمرير بعضها في السابق، لكنها لم تعد مقبولة في زمن الحكم الأجنبي الخبير وتقنية (VAR) التي جاءت لتحل المشكلة، ثم أصبحت جزءاً منها، وهو ما ظهر أخيراً في مباراة الهلال ومضيفه الفيصلي لحساب بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، والتي كادت نتيجتها أن تذهب من يد الهلال بسبب أخطاء تحكيمية غريبة، وعدم التزام المساعد الثاني بميثاق (VAR) بجانب اعتماد حكام التقنية على الناقل الرسمي، وهو ما قد يلغي الحياد، أو يؤثر على قرارات الحكام بسبب اختيار زوايا الإعادة ومواقع الكاميرات، واختيار اللقطات المعادة، ونسبة الزوم، وجودة الكاميرا... الخ. الغريب أن حكماً دولياً خبيراً يذهب إلى (VAR) ثم يتخذ القرار الخاطئ، أو أن حكام (VAR) يستدعون الحكم الرئيس في مناسبة، ولا يفعلون ذلك في أخرى، وهنا أجدني بحاجة إلى إعادة ما كتبته هنا في وقت سابق : « هل يحتاج حكام الفار إلى تقنية فار أيضاً؟ هذا هو السؤال الذي يطرحه بعضهم اليوم، ومردهم في ذلك إلى أخطاء حكام غرفة الفار المتواصلة، ووقوعهم في متناقضات ما كان يجب عليهم أن يقعوا فيها، وإن كان المعذرون يقولون في السابق أن الحكم يتخذ قراره في جزء من الثانية، ومن زاوية واحدة فقط، فحكام الفار اليوم يأخذون وقتهم في المتابعة ولديهم زوايا مختلفة يحكمون فيها على اللقطة المنظورة!! والأغرب من ذلك أيضاً أن يقع الحكم في الخطأ عندما يعود لمشاهدة اللقطة رغم أن الجميع - بمن فيهم متخصصون وغرفة الفار - يتفق على وجود ما يخالف رأيه، وهو ما يثير الدهشة والاستغراب». الأخطاء التحكيمية جزء من اللعبة بلا شك، والأخطاء ستقع بالغاً ما بلغت المحاذير والاحتياطات، لكن بعض الأخطاء غير مقبولة ولا معقولة، ولا يمكن تمريرها أو السكوت عنها، والمسؤولية هنا تقع بالطبع على من يختار الحكام الأجانب، وعلى من يكلفهم، وعلى كل من له علاقة بعملهم، وهنا لا يمكن أن ننسى تصريح رئيس لجنة الحكام قبيل المباراة النهائية لبطولة كأس الملك التي جمعت بين التعاون والاتحاد الموسم الماضي والذي تسبب في إقالته بعدها بساعات، عندما تحدث عن لجنة الحكام في اتحاد كرة القدم ودورها في توفير معلومات شاملة للحكام الأجانب، ومنها إبلاغهم باللاعبين المؤثرين والنجوم، فمثل هذه الأمور يفترض أن لا تتكرر، وأن يكون الحكم بمعزل عن أي مؤثرات، حتى لو كان المقصد منها مساعدة الحكم الذي يجب أن يدخل مباراة بين فريقين فقط دون أي معلومات إضافية. الموسم لم ينتصف بعد، واتحاد الكرة في موسمه الأول يجب أن يترك بصمة واضحة على التحكيم، وأن يعمل على ضمان منافسة عادلة بين الجميع، وهذا من أبسط حقوقهم، وهذا لن يتأتى بسهولة بالطبع، بل بالاختيار المناسب للحكام ومن يختارهم ومن يكلفهم، وأن توضع معايير واضحة ومحددة لا يتم اختيار أي حكم إلا بناءً عليها، مع أهمية عدم تكليف حكم معين لمباريات فريق معين بشكل متكرر، حتى لا يكون هناك قيل وقال، واستغراب متوال.