ابتدأ عام 2020 بمقتل وهلاك الجنرال الدموي قاسم سليماني قائد فيلق القدس ممثلاً أكبر المنظمات الإرهابية في العالم الحرس الثوري حامي نظام الملالي الإيراني. فيلق القدس الذي يسعى لقلقة استقرار دول الخليج العربية ويموِّل ويدرِّب ويمدَّ ضعيفي الانتماء بالمعدات والآليات ويوجِّه ويشرف على تنفيذ النشاطات والتحركات العسكرية العدوانية للحوثيين في اليمن وحزب الله بفرعيه اللبناني في سوريا ولبنان، والعراقي في ما يدعى بالحشد الشعبي.. وله ارتباطات بالقاعدة وداعش. يرفع شعارات الموت لأمريكا والموت لإسرائيل بصخب يسمعه القاصي والداني ولكنه لم يرم الأخيرة لا بصاروخ ولا حتى بحجر. تعالت صرخات الندب ومهازل اللطم من كل ذيول إيران في المنطقة تنعى سليماني وتنعته بأوصاف الأبطال المنقذين ليس فقط لنظام الملالي الجشع في وطنه بل لكل الشيعة والمتشيعين في أرجاء الجوار القريب والبعيد. طالت الضربة الصاروخية الأمريكية الدقيقة موكب سليماني بعد وصوله سالمًا في رحلته السرِّية من سوريا إلى العراق وقضي عليه وعلى مستقبله الرسمي النائب العراقي وجمع المرحبين به من المستقبلين ومزقتهم إربًا إربًا, كرد على مهاجمة السفارة الأمريكية في بغداد واستهدافها من قبل أتباع الحشد الشعبي المنفذ لسياسات وتوجيهات إيران الممثلة بسليماني وخططه. وبذلك وفى الرئيس الأمريكي ترامب بتحذيره وتهديداته بأن المصالح الأمريكية والمواطنين الأمريكيين خط أحمر أينما وُجدت في العالم. لست من المبجلين للرئيس ترامب ولا من المعجبين بأسلوبه غير المهذب في التعبير عبر موقعه على منبر تويتر العالمي وخطبه الحزبية للجماهير في وطنه, ولا بسياساته العنصرية داخليًا وخارجيًا؛ خاصة القرارات المتهورة في ما يختص بإسرائيل وتحيزه الواضح الانحراف لخططها للتمدد وسرقة الأراضي العربية, وآخرها إعلان الاعتراف بكل القدس عاصمة لها, في خروج عن قرارات الأممالمتحدة التي قيدت القبول بتأسيسها. بالنسبة لي كعربية أرى ما تفعله إيران منذ ابتدأ وعيي في طفولتي حتى الآن شبيه جدًا بما فعلته وتفعله إسرائيل. كلاهما نظام مريض بالبارانويا والعنصرية يغلفان طموحاتهما المتشابهة باختلاقات تاريخية ودينية مستقطبين دعمًا دوليًا يزرع الفرقة الفكرية بين أبناء الطوائف. هو في النهاية استلاب للهوية الأصلية أرفضه تمامًا في أي موقع وتحت أي مبرر. ولكني من وجهة نظر إنسانية عامة سعيدة بأن الله أراح العالم ورغباته المشروعة في السلام والسلامة من العدوانية المتطرفة من سليماني وخططه الجهنمية. وسيتم الله نعمته لو هلك أيضًا نتنياهو النتن وأراح الله المنطقة من طموحاته اللامشروعة بغض النظر عن رأي ترامب وتبريراته لقراراته وتوقيتها. دعائي: اللهم أتم نعمتك بتطهير الجوار من كل قاسم أثيم.