برأيي أنَّ الفيلم الذي أنتجته وزارة المالية مؤخراً، للتعريف بمصطلحات ميزانية2020 قبل صدورها هو خطوة تثقيفية تستحق الإشادة، خصوصاً وأنَّه يُخاطب الأجيال الشابة باعتبارها مرتكز رئيس لصناعة المستقبل وتحقيق أهدافه، فالميزانية لم تعد مجرَّد أرقام جامدة يفسرها المختصون وحدهم، بل هي مشروع نتشارك جميعاً في تحقيق أهدافه. تحول المواطن البسيط إلى فهم الأرقام التي يشاهدها بشكل مُختلف عن ذي قبل، يدل على أنَّه بات أقرب لصناعة المشهد المالي، وشريك مباشر ومؤثر فيه بفضل ملامسة الميزانية أكثر لحياته اليومية، ولديه ثقة أكبر من أي وقت مضى في ترجمة هذه الأرقام الكبيرة إلى مشاريع صادقة وملموسة في توسع الإنفاق على البنية التحتية، إضافة للاعتماد بشكل واضح على الإيرادات غير النفطية، وهذا التحول في الإيرادات مع مراقبة الأداء المالي والنشر الدوري المستمر للبيانات، يعني زيادة الثقة في هذه التجربة الجديدة والفاعلة نحو التحول الوطني والبدء في برامج الرؤية الوطنية، لأنَّ هذه الأرقام توضع كل أربعة أشهر على طاولة النقاش والمُراجعة والإفصاح، أمام أعين المُراقبين الماليين المحليين والعالميين، جعلها الله ميزانية خير ونماء، وكتب فيها التوفيق والنجاح والرخاء لتحقق بلادنا أحلامها وطموحها، تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز - حفظهما الله-. حرص وزارة المالية على تثقيف المجتمع حول المصطلحات التي يتم تداولها قبل صدور الميزانية هو تأكيد جديد على نهج الثقة والتعامل بشفافية، إضافة أنَّها في كل مرَّة تُقدم نسخة مُختصرة كوثيقة مالية تلخص وتشرح المعلومات الأساسية المختصة بالميزانية العامة، على هيئة تقرير (أنفوجرافيك) لغير المختصين بلغة بسيطة وواضحة يسهل فهمها في علاقة المواطن والقطاع الخاص بالميزانية، وماذا يهمني كمواطن من مشاريع تنموية وفرص وظيفية ودعم مالي وإسكاني، إضافة لمعلومات عن الاقتصاد وكيفية إدارة الأموال، وهذا بحد ذاته مصدر فخر واعتزاز للمواطن السعودي الذي يثمن خطوات الثقة والشفافية المستمرة من وزارة المالية في كل مرَّة وكل عام. وعلى دروب الخير نلتقي.