بالأمس ليس بالبعيد ومن الباب الضيق تأهل الهلال ووضع قدمه في النهائي الآسيوي بالرغم من الخسارة برباعية أمام السد القطري وبمستوى هزيل للغاية بعد مباراة عصيبة وأخطاء كوارثية كاد الفريق الأزرق أن يخسر الرهان ويخسر الفرصة في مهمة استعادة اللقب للأحضان السعودية ومعها يؤكد الهلال زعامة القارة الصفراء وكاد الحلم أن يتبدد وتتبخر الآمال في الوصول للنهائي ولكن نتيجة الذهاب الرباعية أنقذت الهلال من أخطاء بعض لاعبيه البدائية وعدم إحساسهم بالمسؤولية الملقاة على عواتقهم. وبالأمس القريب ووسط مستوى مهزوز خسر الفريق الهلالي أمام نده التقليدي النصر بهدفين لهدف واهتزت صدارته للدوري وفرط في توسيع الفارق مع المنافسين ليدخل الخوف في نفوس جماهيره قبل الفترة المقبلة والحرجة. وبالأمس ظهر الهلال للمرة الثالثة باهتًا وكاد أن يخسر من صاحب المركز قبل الأخير في الدوري الفتح. عالم الكرة فوز وخسارة وليس من الغريب أن تخسر مباراة دورية ولن تكون نهاية المطاف أن يفوز منافسك التقليدي أو تتعادل مع فريق أقل منك إمكانات! ولكن الغريب أن يظهر الفريق الهلالي بمستوى متواضع للغاية وهو على مشارف أهم معترك وهو النهائي الآسيوي أمام أوراوا الياباني، والعجيب كذلك أن يتراجع مستوى الفريق جملة واحدة وبانحدار غريب وعجيب وأخطاء دفاعية كوارثية تسببت في خسارتين متتاليتين وتعادل بطعم الخسارة في وقت كان الفريق خلاله بأمس الحاجة للفوز لرفع الروح المعنوية أولاً ثم التجانس وتجنب الأخطاء إلا أن ما حدث من سوء مستوى للاعبين إضافة إلى تدخلات مدرب الفريق لوشيسكو الغريبة وعدم قدرته في المباريات الثلاث على التعامل مع واقع فريقه جعل الهلال باهتًا. جملة أخطاء وقع فيها الفريق الهلالي بالإصرار على بناء الهجمة من الخلف وبكرات قصيرة يكتنفها الخطر الكبير مرورًا بالدفاع ثم إعادة الكرة للمعيوف ثم الدفاع فالوسط ثم الهجوم وهو أمر كلّف الهلال كثيرًا وقتل متعته في مباريات كثيرة وخسر معها الفريق تقاطًا عديدة منذ عدة أعوام وأصبحت هذه الحالة لزمة هلالية لم يستطع التخلص منها وأصبحت كذلك طريقة مكشوفة لكافة الفرق وعرفت كيف تتعامل معها ونتج عنها أخطاء كوارثية افتقد معها الهلال ميزة الكرات الطويلة. الجمهور الهلالي لا يرضى بغير الانتصارات والذهب والبطولات، الجمهور الهلالي يدعم ويساند ويؤازر ويحفز، ولكنه لا يرحم في حال الخسارة بمستوى هزيل ولا يرضى بأن يشاهد فريقه بهذا السوء فالنقد الإيجابي الحاد والهادف شعار يرفعه كل مشجع هلالي لأن يريد فريقه في القمة، فالانتقادات التي طالت الفريق بشكل عام بسبب تراجع مستواه والأخطاء التي حدثت لثقتهم في إمكانات لاعبيهم وأن لديهم المزيد فهذا الانتقاد لا بد أن يكون محفزًا لهم للعودة لمستوياتهم وخدمة الفريق بالأفضل، وهي رسالة أوصلها جمهور الهلال على طريقته وعلى كافة لاعبي الهلال أن يدركوا أن خلفهم جيشًا من المحبين والعاشقين ولا بد من إسعادهم لمواصلة مسيرة الإنجازات والبطولات. ثلاث مباريات متتالية للنسيان في تاريخ الزعيم الهلالي ولا بد له أن يصحح الأخطاء لا أن يتوقف عندها بل عليه أن يتجاوزها بحكمة وأن يعيد حساباته فالوقت ما زال كافيًا للزعيم الهلالي للعودة لمستواه الطبيعي فنحن في بداية مشوار الدوري والهلال يتصدر جدول الترتيب وعليه أن يتدارك الأخطاء ويعدل المسار مرة أخرى ليعود قويًا يضرب بقوة وينتصر باستحقاق، كما هو في ختام مشواره في بطولة دوري أبطال آسيا وعليه أن يعد العدة جيدًا لنيل لقبه الآسيوي السابع مؤكدًا زعامته للقارة الصفراء.