في اليوم الثاني من بدء العملية العسكرية التركية في شمال سوريا، تواصل قوات سوريا الديموقراطية التصدي للهجوم التركي على مناطق سيطرتها في شمال شرق سوريا، حيث تخوض معارك عنيفة في ظل قصف تركي مكثف يثير الخشية من حدوث أزمة إنسانية جديدة مع نزوح عشرات آلاف المدنيين. وبعد ساعات من قصف عنيف تخللته غارات جوية محدودة، في وقت ردّ الرئيس رجب طيب أردوغان على موجة الانتقادات الدولية الواسعة مهدداً أوروبا بإرسال 3.6 مليون لاجئ سوري لديه باتجاه حدودها. وتدور اشتباكات عنيفة على محاور عدة في شمال شرق سوريا، تتركز في منطقتي رأس العين في ريف الحسكة الشمالي وتل أبيض في ريف الرقة الشمالي، وفق ما أفادت قوات سوريا الديموقراطية والمرصد السوري لحقوق الإنسان. وشنت طائرات تركية غارات على المنطقة الممتدة بين رأس العين وتل أبيض تزامناً مع قصف مدفعي كثيف، وفق المرصد الذي أشار إلى أن القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها تمكنت من إحراز تقدم ميداني محدود.. وأعلنت وزارة الدفاع التركية في بيان أن العملية العسكرية «مستمرة وفق الخطة بنجاح»، مشيرة إلى السيطرة على «أهداف» لم تحددها. وتهدف أنقرة من الهجوم، الذي ندّدت به دمشق وحليفتاها طهران وموسكو، إلى إقامة منطقة آمنة تعيد إليها قسماً كبيراً من اللاجئين السوريين على أراضيها. ودعا الأكراد، الذين يمتلكون خبرة قتالية، واشنطن إلى فرض حظر جوي من شأنه أن يساعدهم في التصدي للهجوم التركي. وتلقى ترامب انتقادات واسعة اتهمته بالتخلّي عن المقاتلين الأكراد الذين شكّلوا شريكاً رئيسياً لبلاده في دحر تنظيم الدولة الإسلامية، وفقدوا وفق تقديراتهم 11 ألف مقاتل في المعارك ضده.