قطعت «وحدات حماية الشعب» الكردي ومقاتلون من «الجيش الحر» أمس خط إمداد رئيسياً لتنظيم «داعش» بين محافظتي حلب شمال سورية والرقة شرقها، في وقت نفى مسؤول تركي قصف مواقع للأكراد في شمال سورية. وأُفيد بحصول تفجيرين في الحسكة شرقاً. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» أمس ان «وحدات حماية الشعب الكردية مدعمة بفصائل مقاتلة وغطاء جوي من طائرات التحالف الدولي- العربي، تمكنت من السيطرة على بلدة صرين في ريف حلب الشمالي الشرقي عقب اشتباكات مع تنظيم الدولة الإسلامية». وتقع صرين على طريق يستخدمه المتطرفون لنقل مقاتلين وتموين بين محافظة حلب ومدينة الرقة الواقعة شرق حلب. وتقع البلدة على الطريق الرئيسي المؤدي الى مناطق في ريف حلب يقاتل فيها المتطرفون ضد الاكراد (كوباني ومحيطها) وضد فصائل مقاتلة (الى الغرب من صرين، منطقة مارع واعزاز). وأوضح مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس» ان «التنظيم كان يستخدم بلدة صرين كقاعدة لمهاجمة الاكراد في ريف حلب»، لافتاً «الى «احتمال انخفاض حدة هذه الهجمات» بعد السيطرة على صرين. وقال الناشط الكردي مصطفى عبدي المقيم في مدينة عين العرب الواقعة على بعد نحو 40 كيلومتراً شمال صرين ان «وحدات الحماية الكردية مستمرة بتمشيط البلدة تحسباً لوجود متطرفين انتحاريين مختبئين». وبدأت «وحدات الحماية» هجوماً على صرين في السادس من الشهر الجاري، وشهدت منذ ذلك الوقت معارك عنيفة تخللتها غارات مكثفة نفذها طيران الائتلاف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد التنظيم في العراق وسورية. وسبق للقوات الكردية ان طردت تنظيم «داعش» من مناطق واسعة أبرزها عين العرب في كانون الثاني (يناير) وتل ابيض في محافظة الرقة في 16 حزيران (يونيو). وأشادت واشنطن أكثر من مرة بقدرات الاكراد القتالية. في أنقرة، أعلن مسؤول في الحكومة التركية ان العمليات العسكرية التي تنفذها تركيا في سورية والعراق لا تستهدف أكراد سورية، بعدما أفادت معلومات عن تعرض قريتين تسيطر عليهما القوات الكردية في شمال سورية لقصف بدبابات تركية. وقال المسؤول لوكالة «فرانس برس»، طالباً عدم كشف اسمه، ان «العمليات العسكرية الجارية تهدف الى القضاء على المخاطر التي تهدد الامن القومي التركي وهي تواصل استهداف تنظيم الدولة الاسلامية في سورية وحزب العمال الكردستاني في العراق». وأكد ان «وحدات حماية الشعب (اكبر الاحزاب الكردية في سورية) وسواها ليست ضمن اهداف عملياتنا العسكرية». واعلن المقاتلون الاكراد و»المرصد» الاثنين ان الدبابات التركية قصفت قرية تسيطر عليها القوات الكردية في شمال سورية ما أوقع أربعة جرحى على الاقل في صفوف المقاتلين. وقالت «وحدات حماية الشعب» في بيان انه «بدلاً من استهداف المواقع التي احتلها ارهابيو تنظيم الدولة الاسلامية، تعرضت القوات التركية لمواقعنا الدفاعية». وقال المسؤول التركي: «اننا نحقق حول المعلومات التي افادت عن اطلاق الجيش التركي النار على مواقع لقوات غير تنظيم الدولة الاسلامية». وكانت تركيا استهدفت في الايام الاخيرة مواقع متطرفي «داعش» في سورية ولحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه منظمة ارهابية في شمال العراق، إثر الهجوم الانتحاري في سوروتش (جنوب) قبل اسبوع الذي نسبته السلطات التركية الى التنظيم المتطرف الذي أدى الى سقوط 32 قتيلاً. في شمال شرقي سورية، قال «المرصد» انه «سمع دوي انفجارين في مدينة القامشلي ناجمين من انفجار عبوتين ناسفتين موضوعتين في دراجتين، أحدهما استهدف سيارة للقوات الكردية في شارع الكورنيش بمدينة القامشلي، بينما استهدف الإنفجار الثاني سوق الغنم عند أطراف المدينة، ما أدى لإصابة عدة مواطنين بجروح». ونفذ الطيران الحربي صباح اليوم غارة على مناطق في الأطراف الجنوبية لمدينة الحسكة ترافق مع قصف قوات النظام لمناطق تواجد تنظيم «الدولة الإسلامية» في حي الزهور ومباني عند أطراف حي النشوة الغربية، في القسم الجنوبي لمدينة الحسكة وسط استمرار الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، وتنظيم «الدولة الإسلامية» من طرف آخر في محيط حي الزهور بالمدخل الجنوبي لمدينة الحسكة.