شن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) هجوماً جديداً على مدينة الحسكة في شمال شرقي سورية قرب حدود العراق، بالتزامن مع استمرار معاركه ضد مقاتلي المعارضة في ريف حلب الشمالي قرب حدود تركيا، في وقت أعلن التنظيم «النفير العام» لمواجهة المقاتلين الأكراد في ريف الرقة المجاور. واتهم نشطاء معارضون قوات النظام بمساندة خلايا محسوبة على «داعش» في معاركها ضد «الجيش الحر» في جنوب سورية قرب الأردن. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «اشتباكات عنيفة دارت بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني والمسلحين الموالين من طرف وعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» من طرف آخر، في منطقة سجن الأحداث على بعد كيلومترين في جنوب مدينة الحسكة، ترافقت مع تفجير تنظيم «الدولة الإسلامية» لعربة مفخخة في محيط السجن، وسط قصف للطيران المروحي بالبراميل المتفجرة، على مناطق في محيط السجن وقرية الداوودية إثر هجوم لعناصر التنظيم على المنطقة». وتضاربت الأنباء حول الجهة التي تسيطر على السجن، حيث «قتل عنصران من التنظيم في الهجوم أحدهما أردني الجنسية»، وفق «المرصد» الذي تحدث أيضاً عن «خسائر بشرية في صفوف قوات النظام». وأسفرت التفجيرات والاشتباكات خلال الأيام الخمسة الماضية عن مقتل أكثر من 30 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين بينهم قائد «كتائب البعث» الموالية للنظام في الحسكة، إضافة إلى مقتل عدد من عناصر التنظيم خلال هذا الهجوم، بعد تمكن قوات النظام من استعادة السيطرة عليه قبل أيام. كما استهدف عناصر التنظيم بقذائف الهاون مواقع «وحدات حماية الشعب» الكردي في ريف بلدة تل حميس. وأوضح «المرصد» لاحقاً أن مقاتلات النظام شنت «ضربات على مناطق يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي مع استمرار الاشتباكات العنيفة في منطقة سجن الأحداث وسط قصف عنيف للطائرات الحربية والمروحية على تمركزات للتنظيم في جنوب مدينة الحسكة، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والصرعى والجرحى من تنظيم الدولة الإسلامية وقوات النظام والمسلحين الموالين». وتحدث «المرصد» عن استقدام «داعش» أكثر من 400 مقاتل من مدينة دير الزور المجاورة إلى «جبهات الريف الجنوبي لمدينة الحسكة». وقالت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة أن «داعش» سيطر على السجن بعد «هجوم عنيف على مواقع نظام الأسد والميليشيات الكردية على طول خط الجبهة من الجهة الجنوبية الغربية حتى الجبهة الشرقية حيث فجر سيارتين مفخختين، استهدفت الأولى سجن الأحداث القديم، والثانية بالقرب من قرية الداودية». وأضافت أنه بسيطرة «داعش» على السجن تصبح قرى الداودية ورد شقرا والسجن مناطق خاضعة لسيطرة التنظيم. واعتبر «المرصد» هذه «أكبر المعارك» بعد حصول اشتباكات عدة في الحسكة، إضافة إلى مواجهات بين «داعش» والمقاتلين الأكراد في منطقة رأس العين (سري كانيه) غرب الحسكة. وأورد التلفزيون الرسمي السوري أيضاً نبأ هذه الاشتباكات، قائلاً أن «الجانبين اشتبكا حول السجن الجاري بناؤه». وأردف التلفزيون في نبأ عاجل أن عناصر «داعش» يحاولون اقتحام المبنى الجاري إنشاؤه بعد تفجير خمس سيارات ملغومة. وتعد محافظة الحسكة الواقعة في شمال شرقي سورية بجوار تركياوالعراق منطقة استراتيجية لأنها تربط بين الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» في سورية والعراق. وغالبية سكان محافظة الحسكة من السوريين الأكراد قامت قواتهم بصد «داعش» في مناطق أخرى عبر شمال سورية بمساعدة الهجمات الجوية التي تقودها الولاياتالمتحدة. وقالت شبكة «مسار برس» المعارضة أمس أن «ثلاثة أرتال عسكرية تابعة لتنظيم الدولة، يرافقها نحو 75 انتحارياً وصلت إلى مدينتي تل أبيض وسلوك في ريف الرقة الشمالي لدعم التنظيم ضد وحدات حماية الشعب الكردي التي اتهمت بأنها هجرت مواطنين عرباًَ من المنطقة». وأفادت بأن السلطات التركية فتحت بوابة تل أبيض الحدودية لإدخال النازحين إلى مخيمات اللجوء ذلك إثر حالة النزوح غير المسبوقة من القرى التي سيطرت عليها القوات الكردية، علماً أن «داعش» أعلن أمس الأول «النفير العام» استعداداً ل «أشرس معارك في الرقة». في حلب، قال «المرصد» أن «اشتباكات دارت بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ولواء القدس الفلسطيني وعناصر من حزب الله اللبناني ومقاتلين من الطائفة الشيعية من جنسيات إيرانية وأفغانية من طرف، والكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة وجيش المهاجرين والأنصار التابع لجبهة أنصار الدين من طرف آخر في منطقة البريج بمدخل حلب الشمالي الشرقي، ووردت أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». مواجهات قرب حلب واستمرت الفصائل المعارضة في حشد عناصرها لقتال «داعش» في ريف حلب الشمالي. وقال «المرصد» أن عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» قصفوا بعد منتصف ليل أمس مناطق في بلدة مارع بريف حلب الشمالي في وقت «ألقى الطيران المروحي 4 براميل متفجرة على مناطق في بلدة تل رفعت، ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى. وسقط عدد من الجرحى وتحدثت معلومات أولية عن شهيد على الأقل نتيجة قصف قرية حربل ببرميل متفجر، من طائرات النظام المروحية، كذلك قصفت قوات النظام مناطق في محيط كتيبة خان طومان بريف حلب الجنوبي»، ذلك بالتزامن مع «الاشتباكات بين تنظيم الدولة الإسلامية من طرف، والكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة النصرة من طرف آخر في ريف مارع بالريف الشمالي لمدينة حلب». كما دارت مواجهات بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية من طرف وتنظيم «الدولة الإسلامية» من طرف آخر في محيط بلدة صوران أعزاز وريف مدينة مارع بريف حلب الشمالي وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين. وأشار «المرصد» إلى أن فصائل إسلامية أفرجت عن 10 أكراد من أصل 20 كانت اعتقلتهم قبل أيام قرب مدينة عفرين من طرف محافظة إدلب أثناء توجه حافلاتهم إلى عفرين. وأشارت «الدرر الشامية» إلى «مقتل ثلاثة ضباط و15 عنصراً قُتلوا في مطار كويرس بريف حلب الشرقي بانفجار خزان للكيروسين داخل المطار عقب نشوب حريق كبير داخل المدرج الثامن بالمطار الذي أسفر عن احتراق طائرة من طراز سيخوي»، مشيرة إلى أن «الجثث نقلت بواسطة طائرة مروحية إلى مستشفى اللاذقية العسكري». ويُعتبر مطار كويرس العسكري أهم القواعد الجوية في ريف حلب الشرقي، وهو محاصر من تنظيم «الدولة». وقال «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أنه «تحت نظر التحالف الدولي تقوم طائرات النظام بتمهيد الطريق أمام عناصر تنظيم الدولة من خلال قصف الأحياء السكنية واستهداف المدنيين بالبراميل المتفجرة». في جنوب البلاد، فتحت قوات النظام بعد منتصف ليل الثلثاء - الأربعاء نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في بلدة كفر شمس بريف درعا الشمالي الغربي، في وقت ألقى الطيران المروحي 13 برميلاً متفجراً على مناطق في بلدتي المليحة الشرقية والحراك والكرك الشرقي ومناطق في بلدة الصورة. كما تعرضت مناطق في أطراف بلدتي صيدا والنعيمة لقصف من قوات النظام، بالتزامن مع «تجدد الاشتباكات بين لواء شهداء اليرموك من طرف، والفصائل الإسلامية وجبهة النصرة من جهة أخرى، في محيط بلدة بيت سحم بريف درعا الغربي». واتهمت «الدرر الشامية» قوات النظام بدعم «لواء شهداء اليرموك» المحسوب على «داعش» في هجومه على «مناطق الثوار في اللجاة، وذلك بعد فشل قوات النظام المتمثلة بجنسيات مختلفة بسيطرة على المنطقة بداية نيسان (أبريل) الماضي». وزادت أن «قوات الأسد صعدت غاراتها الجوية وعمليات القصف العشوائية على مناطق عدة محررة في ريف درعا، ما أدى إلى سقوط قتلى من المدنيين ونزوح جماعي من الأهالي». وتابعت أن «بلدة المليحة الشرقية في ريف درعا الشرقي تعرضت لقصف بالبراميل المتفجرة، بالتزامن مع قصف عنيف بالقذائف المدفعية من قوات الأسد الموجودة في المليحة الغربية المحتلة واللواء 52، كما تعرض طريق المليحة الشرقية لعمليات قصف وقنص لسيارات المدنيين، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى ونزوح عدد كبير من أهالي البلدة». وكان «المرصد» أشار إلى «اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والكتائب المقاتلة والإسلامية من جهة أخرى، في أطراف درعا المحطة بمدينة درعا، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين» وإلى سقوط قتلى من الفصائل الإسلامية في اشتباكات مع تنظيم «الدولة الإسلامية» في منطقة اللجاة حيث استمرت «الاشتباكات بين لواء شهداء اليرموك من جهة والفصائل الإسلامية وجبهة النصرة من جهة أخرى في قرية القصير بوادي اليرموك ومناطق أخرى في ريف درعا الغربي، وسط تقدم للواء شهداء اليرموك ومعلومات عن استعادته السيطرة على أجزاء واسعة من قرية القصير». كما استمرت الاشتباكات بين الطرفين في محيط سحم الجولان وسط أنباء عن «إخلاء جبهة النصرة مقار لها في بلدة سحم الجولان التي سيطرت عليها قبل نحو أسبوع». في ريف دمشق، قصفت قوات النظام مناطق في جرود القلمون التي تشهد اشتباكات بين «جبهة النصرة» وفصائل إسلامية من طرف، و «حزب الله» اللبناني مدعماً بقوات النظام وقوات الدفاع الوطني من طرف آخر.