لا يوجد فريق بالعالم لا يخسر مهما بلغت قوته، وهو أمر طبيعي جدًا في عالم المستديرة المجنونة، وخسارة الهلال لنهائي بطولة الشيخ زايد للأندية العربية أمام النجم الساحلي التونسي تعد طبيعية وليست مستغربه لأسباب كثيرة جدًا، ومن أهمها أن الهلال تراجع فنياً بشكل مخيف منذ أن تولى زوران المهام التدريبية للفريق، علاوة على افتقاد الهلال لعدد من لاعبيه المؤثرين مثل سلمان الفرج وعبدالله عطيف والإماراتي عمر عبدالرحمن بداعي الإصابة، وهي غيابات بلاشك مؤثرة جدًا وكافيه لهز أي فريق نظير الثقل الفني الذي يمثلوه كلاعبين مميزين. لكن الأمر الذي لم يتقبله الهلاليون أبداً هي لغة التصاريح الغريبة على البيت الهلالي من قبل رئيسه الأمير محمد بن فيصل منذ أن تولى مهام رئاسة الهلال في منتصف هذا الموسم، والتي لا تتوافق أبداً مع سياسة رجالات الهلال المعروفة بالهدوء والعقلانية. فالهلاليون لم يعتادوا أبداً على نشر غسيل ومشكلات ناديهم عبر وسائل الإعلام، وهو أمر تميز فيه الهلال ككيان عن بقية الأندية السعودية، وأصبح مضرب مثل للكثير من الأندية في تلاحم رجالاته مع بعضهم بعضًا. الفريق الكروي الهلالي يمر حالياً بمرحلة صعبة جدًا، وصعوبتها أن هذه المرحلة جاءت في نهاية الموسم ومع مراحل الحسم في عدد من المسابقات التي يشارك فيها، وهي مرحلة حساسة وتتطلب تعاملاً خاصًا جدًا لكي لا يخسر الهلال ما تبقى له من بطولات في هذا الموسم الصعب جدًا. نعم الهلال خسر لقب بطولة الأندية العربية لكن ما زال أمامه ثلاث استحقاقات مهمة جدًا، وهي بطولة الدوري وكأس خادم الحرمين الشريفين ودوري أبطال آسيا وجميعها مهمة جداً. تصاريح الأمير محمد بن فيصل الأخيرة أثارت الهلاليين جميعهم والتي هاجم فيها رئيس الهلال السابق وأسطورته سامي الجابر ومحاولة رمي إخفاقه وفشل عمله في الهلال على حضور الجابر أو غيابه عن غرف ملابس اللاعبين أو حضوره للنادي لمؤازرة الفريق، وهي أحاديث لا يمكن أن يتقبلها أصغر هلالي فما بالك بالكبار والعقلاء من الهلاليين. ما يجب أن يعرفه رئيس الهلال أن الإثارة والتصاريح الإعلامية لا تجلب البطولات والمنجزات أبداً مهما كانت قوتها وحدتها، وعليه أن يضع مصلحة الهلال فوق كل اعتبار وبعيدًا عن الصراعات والخلافات الشخصية. جماهير الهلال اعتادت أن تشاهد فريقها وهو يعتلي منصات الذهب فقط، ولم يعتادوا مشاهدة مشكلات وخلافات رجالاته تتصدر منصات الإعلام لأي سبب من الأسباب. فالإدارة الهلالية مطالبة بالتركيز فقط على دعم الفريق بعيدًا عن الإسقاطات غير المجدية والتي لا يفرح فيها سوى حساد الهلال والكارهين له.